أمراض القلوب

القلب البشري في صدر الإنسان وهو موضع نظر الرب اهتم الدعاة به في الثلث الأول من شهر رمضان 1434 هجرية في  مواعظهم وبالتحديد الأمراض التي تصيبه.. وهو في الجسد مضغة لو صلحت صلح الجسد كله  كما في الحديث " الحلال بيّن و الحرام بيّن و بينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس ، فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه و عرضه ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، ألا و إنّ لكلّ ملك حمى ألا إنّ حمى الله في أرضه محارمه ، ألا و إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه و إذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا و هي القلب."

فقد تحدث الشيخ أبوإبراهيم محمد بن صالح بابحرفي خاطرته  بعد صلاة التراويح في مسجد عمر حيمد عن ثلاث حالات للنفس البشرية الأولى النفس وهي في حال الطاعة فان كانت طيبة تكون متنعمة  ومطمئنة ومرتاحة ولنا في رسول الله صلى الله خليه وسلم قدوة حسنة فنفسه مرتاحة بالطاعة ويقول أرحنا بها يابلال أي الصلاة والثانية النفس في حال المعصية فان كانت طيبة فهي تلوم صاحبها وتؤنبه وتذكره بعذاب الله وان كانت سيئة فتصغر له الذنب ولو كان كبيرة من الكبائر والثالثة النفس في حال الفراغ و انشغالك  بأمور  حياتك  فيجب أن تبقيك في ذكر لله سبحانه وتعالى فان كان هذا ديدنها  فهذه علامة طيبتها أما إن كانت ترتاح بالغفلة فهي نفس شريرة ..  وشدد على أن يقوم كل مسلم بتحسس حال نفسه ويصلحها .

وفي خاطرة الظهر والعصر بمسجد صالح احمد  بالقرن تحدث الداعية شاكر بن عبيدان عن الحسد  باعتباره مرض قلبي وقال إن الحسد: هو تمني زوال نعمة الغير (نعمة المحسود)  وكيف انه يقود الإنسان إلى المهالك وشرح مجموعة من حالات الحسد التي  أدت  بأصحابها  الذهاب إلى السحرة وترتب على ذلك قتل أنفس  والعبث بحياة اسر ونساء وفتيات ورجال وشباب و ضياع أموال ولا يمكن أن ننكر الحسد فقد ذكره الله تبارك وتعالي في خمسه مواضع من القرآن الكريم كما صحت الأحاديث فيه عن المعصوم صلي الله علية وسلم ومنها : قال رسول الله صلى الله علية وسلم " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين "

 وشدد على أن علاج النفس من الحسد في حال شي أعجبت به  يتم بقولك ما شاء الله  اللهم بارك  له وزده من فضلك امتثالا لقول النبي صلي الله علية وسلم لعامر بن ربيعة:" هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت؟"  وفي رواية" إذا رأى أحدكم مايعجبة في نفسه أو ماله فليبرك عليه 0

 أما في حال أن الإنسان يدافع عن نفسه من الحاسدين فعلية بأذكار الصباح والمساء وكذلك أكل سبع تمرات من تمر المدينة صباح كل يوم.. أما علاج المريض بالسحر او العين فيتم بالرقية الشرعية كما قال الله تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة " وحتى يتحقق الاستشفاء من هذه الرقية بالمستوى المأمول والثمرة المرجوة فإن على المسلم والمسلمة أن يحرصا على الأخذ بألا سباب..

إذ لا يصح أن يعالج المرء نفسه من جانب وهو يمرضها من جانب آخر ، وذلك عندما يتخلى عن أداء الواجبات ، أو يرتكب بعض المعاصي ، أو يقصر في كثير من الطاعات ، فلينتبه المسلم إلى ذلك .

وتحدث الشيخ محمد  احمد بأفضل في  صلاة جنازة في مسجد الجامع بسيئون عن القطيعة  وان القاطع ملعون بنص القرآن والمتقاطعان  قد وقعا في كبيرة من كبائر الذنوب , توعد الله على من فعلها باللعن والطرد من رحمته يقول الله عز وجل: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23) } <محمد> .. و عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي  قال: من سره أن يمد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله ، وليصل رحمه 0

وعن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله ))

مما سبق يتضح قيام الدعاة بدورهم في تشخيص هذه الأمراض ووصف العلاج لها وبقي علينا نحن عموم المسلمين أن يتحسس كلا منا قلبه والمبادرة في استخدام العلاج الملائم ..  لان في رمضان مازالت فسحة .. ومردة الشياطين مصفدة .

بقلم المهندس / عبدالحافظ خباه

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص