لا يختلف اثنان أن محل نظر الله إلى الخلق القلوب، وأن صلاح الباطن قبل الظاهر أعظم وأكبر وأجدر، ولكن متى يتحول ذلك الصفاء وسلامة القلوب إلى واقع عملي محسوس ؟ نجد ذلك في الإحساس بالآخر، صدق المعاملة ، العيش للآخرين ... وهكذا بمعنى أو بأخر .. إننا نطمح ونتشوق أن ينتقل جل المجتمع من ما كان عليه إلى ما هو أفضل وأرقى وأنفع، ولم ولن يتحقق ذلك حقيقة وواقعا إلا إذا انتقل وعي المجتمعات إلى ما هو مطلوب منها، فمثلا أن يعيش وينظر البعض من أفراد ورواد وعشاق التغيير والانطلاقة الحرة والمطلقة تحت أقدامهم دون التطلع إلى القمم وترفع رايات الهمة العالية وبعد النظر في ظل معوقات وعقبات متتالية ومتوالية، كل هذا وذاك يحتاج منا إلى ذاتية، ايجابية، حماسة، روح جماعي تحقق وتنجز ما يمكن أن نقدمه ونحققه في أعوام وأعوام .
وهنا مرة أخرى إن الفرد المسلم إذا عاش بهذا القلب الفياض الناصع البياض تجاه الآخرين سيحظى - إن شاء الله - بإحدى الحسنيين الجنة ورضا الله وحسن ونفع الآخرين في حياته العملية، ولذلك نعود ونقول : أن عجلة التنمية في حياتنا المجتمعية سائرة ومتجددة ومتميزة، وذلك تبعا والظروف المتوالية، ومع ذلك ما ينبغي أن نبقى رهن الظروف والمناخ الملائم لهذه العجلة، وإنما : نمعن التفكير .. نجدد العزائم .. نخلص النيات. والله اعلم بحقائق الصفاء والنقاء.
بقلم : الأستاذ / منير خميس بن وثاب