أعداء الإسلام لايضيرهم ولايهمهم كثرة المسلمين فإن يصل عددهم الى عشرة مليار أو عشرين كل ذلك لايضيرهم ولامشكلة لديهم أيضا من كثرة الجماعات الإسلامية وتعددها .لكن الذي يزعجهم هو أن يتنظم المسلمون وتصبح كلمتهم واحدة ويطالبون بتحكيم شرع الله هنا يقيمون الأرض ولايقعدوها.
تميزت جماعة الإخوان بأنها تريد تطبيق الكتاب والسنة في كل أمور الحياة بما فيها الحكم فمن هنا وجهت السهام عليهم .
تماما كما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان قبل البعثة هم يسمونه الصادق الأمين بالإجماع لكن لما بدأ ينازعهم الحكم وأقام دولة الإسلام في المدينة عادوه ووصفوه بالكذاب والساحر والمجنون وتآمروا عليه وشنوا حروبا ظالمة عليه.
اليوم العلمانيون والليبراليون والحداثيون وغيرهم يريدون الحكم لأنفسهم وهم فشلوا في إدارة الأمة منذ سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م ويريدون إسلام على غرار الكنيسة مالقيصر لقيصر ومالله لله .. دين في المسجد لاعلاقة له بالحكم والسياسة .
وللأسف وجدوا كثير من الجماعات الإسلامية تتعاطى معهم رغم أنها لاتنفي أن الحاكمية يجب أن تكون لله ولهذا فهم يشنون حملة منظمة على الإخوان وابتدعوا تسميات الدين السياسي ؛ الدين الجديد ، رجعيون ....الخ
ولو أن الإخوان قالوا لا دخل لنا في الحكم لأعطوهم كل مليارات الخليج .
والأصل أن كل مسلم ومن صميم عقيدته أن لايرضى إلاّ بشرع الله لأن الله يقول (إن الحكم إلاّ لله ) والرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه هو أول حاكم ومؤسس لدولة الإسلام والآيات في الحكم والأحاديث كثيرة ولايضحكوا علينا بسياساتهم الخبيثة فالحاكمية لله تعد من الأمور العقائدية والذي يرضى بغير شرع الله فليراجع إيمانه (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) .
فآن الأوان أن يتحرر المسلمون من حاكمية البشر وأن يتحاكموا لشرع الله ويحققوا عبوديتهم لله وهذا الذي أكده ربعي بن عامر لرستم ملك الفرس لما قال له مالذي جاء بكم فما قال له جئنا لكي تشهد أن لاإله الاّ الله وأن محمدا رسول الله وإنما قال له جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد وهذا هو فهم المسلمين للحكم ولهذا الهجوم على الإخوان شديد لأنهم يريدون إقامة حكم الإسلام .
بقلم : سالم حديجان