يقول المثل الشعبي ( الفلوس تغير النفوس ) كثيرا ما نسمع بهذا المثل في كثير من المواقف وربما لا نصدقه إلاّ إذا كان على أرض الواقع ، وكنت أظن أن هذا ربما يكون من ضعاف النفوس و أصحاب الأمزجة المتقلبة فاقدي المبادئ والقيم الحميدة ، وان الفلوس لا يمكن ان تغير في أصحاب المبادئ والقيم الحميدة وأصحاب النفوس المطمئنة المتمسكة بما تحمل من قناعات وفكر ملتزم ، إلاّ أن هذا المثل كان له أثر كبير وعميق في بعض أولئك ممن يحسبون على أصحاب المبادئ والقيم من علماء وجمعيات خيرية و دعوات فكرية هنا وهناك فتحولوا الى أوراق يلعب بها أصحاب الفلوس أو بالأصح أصحاب الريالات السعودية !! وهذا ماجرني الى أن اصدق المثل الشعبي القائل (ما ينقلب إلاّ الحمار الزين ) .
( الريال ) السعودي أقوى من نادي ريال مدريد الأسباني ولديه لاعبون أمريكيون محترفون يتفوقون على كريستيانو ليوناردو في تحقيق أهدافه في شباك خصمه ، فقد سدد هدفه الأول يوم ان احدث تحولات كبيره في مواقف حزب النور السلفي في مصر لينسحب من الساحات ويتخلى عن مرسي ويتبرأ منه بعد أن كان مع الإخوان في الشوط الأول ضد الانقلاب العسكري على الشرعية و الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي .. ثم كان حزب النور الورقة الرابحة التي حقق بها ( الريال ) السعودي مع ( الدرهم ) الاماراتي والانقلابيين في مصر هدفهم الوحيد في مباراة إسقاط الإخوان والرئيس محمد مرسي حيث أعطى حزب النور نكهة إسلامية للانقلاب العسكري بحيث يكون الهدف في نظر الغرب انقلاب صحيح دون تسلل وحتى لا يخسروا ( الريال )السعودي ..
( الريال ) السعودي ما زال يلعب مبارياته النهائية مع محترفيه ضد الإخوان المسلمين في دوري القضاء على الربيع العربي حيث يتصدر الإخوان المشهد السياسي بأهداف شعبية كبيرة للإخوان توصله الى سدة الحكم في دول الربيع العربي ، إلاّ أن مدرب ( الريال ) السعودي وضع خطة جديدة في التعامل مع بعض المباريات كون تلك الدول تختلف عن مصر من حيث قلة اللاعبين العلمانيين والليبراليين فيها وقوة اللاعبين السعوديين ، وخاصة بعد ان زاد التأييد الشعبي للشرعية و الرئيس المنتخب محمد مرسي والإخوان من شعوب دول الربيع العربي أبان الانقلاب العسكري في مصر ومنها اليمن ، فقد حقق ( الريال ) السعودي بعد انطلاق صافرة التغيير في اليمن أهدافاً عن طريق التسلل تهز شباك ثوار التغيير في جنوب اليمن ، أول هذه الأهداف عدم تأييد ثورة التغيير وعدم الانضمام الى ساحات التغيير في جنوب اليمن بحجة أن الاصلاحيون مسيطرون على الساحات ، وقد قالها حزب النور لجماعة الاخوان بأنهم سيطروا على مؤسسات الدولة ( أخونة الدولة ) وثاني أهداف ( الريال ) هو تأييد لاعبيه وأنصاره لخيار فك الارتباط و القوى الداعية إليه وإعطائه نكهة سلفية لا لاقتناعهم بصوابية خيار فك الارتباط ، وإنما لإقصاء التيار الإصلاحي الإخواني من الشارع الجنوبي ، وكسب جماهير الإصلاح التي قد يفقدها نتيجة الهجمة الشرسة لتشويهه ، فنجدهم يتقاربون مع التيار الحراكي الذي تدعمه إيران نكاية بالإصلاح المحسوب على حركة الاخوان المسلمين ، وأيضا لكي لا يكون للإصلاح أي استحقاق انتخابي قادم في 2014م ، مع حرصهم ان لا يخسروا ( الريال )السعودي .. وهذا ما فعله حزب النور السلفي حينما تحالف من جبهة الانقاض وحملة تمر المصرية لإسقاط مرسي والإخوان عبر الانقلاب العسكري في مصر ، ولكن ( الريال ) السعودي مع ( الدرهم ) الاماراتي يطمحان ان يحققا هدفهما الذهبي مع حلفائهم في اليمن الى اسقاط الاصلاح والاخوان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة 2014م قبل صعودهم الى سدة الحكم . ولا ننسى الهدف الذي حققه ( الريال ) السعودي عن طريق الهجمة المرتدة في شبك ( الريال ) الإيراني وأحدث خلاف شديد بين لاعبي وقيادات الحراك .
ختاما : هل من الممكن ان نعد عدم الدعاء لإخواننا المسلمين المظلومين والمضطهدين في مصر والامتناع عن الدعاء لهم في صلاة التراويح و الفجر من قبل أنصار ولا عبي ( الريال ) السعودي هدفا ثالثا للريال السعودي في جنوب اليمن ؟؟
مع العلم ان هناك علماء أفاضل سعوديين قالوا كلمتهم في حكام الخليج والحاكم السعودي فحبسوا ومنعوا من السفر والبعض منهم منع بث برامجه لأنها تُعرف بحقوق المسلم وهؤلاء وقفوا مع الشعب المصري رافضين الانقلاب العسكري بكامل اختلافهم مع فكر ومنهج الاخوان المسلمين لا لشيء وانما لعلمهم ان كل من في رابعة العدوية وميدان النهضة وكل ميادين مصر المؤيدة للشرعية والرئيس مرسي ..ليسوا كلهم اخوان بل هم الشعب المصري المدافع عن هوية مصر الاسلامية .
وأختم بهذا المثل الشعبي ( من اشتراك اليوم بكره يبيعك ) .
بقلم : اشرف سالم