صنع في اسرائيل

بزغ فجر يوم السبت ٢٧ يوليو على الدماء التي سالت  نتيجة طلقات نارية من الكتف خرجت من الصدر من قبل قناصة كانت تعتلى مبانى جامعة الأزهر بمحيط النصب التذكارى بمدينة نصر في مصر  فيما يعرف إعلامياً بـمجزرة " التفويض " وراح ضحيتها أكثر من ٢٠٠ شهيد ، و٥٠٠٠ جريح ، واستنكرت أمريكا هذه المجزرة وتجاهلت المجازر السابقة التي لم تشف الجراح بعد منها وهي مجزرة الساجدين أمام دار الحرس الجمهوري وبعدها مباشرة قتل نساء المنصورة لتسطر المرأة مشاركتها في الفعل الثوري وتضحيتها بالروح والنفس في سبيل الله ثم في سبيل الوطن  .

هذه الدماء التي سالت برصاص أمريكا بدعم صهيوني والسبب تخوفهم من الإسلاميين وفي خلال مؤتمر هرزيليا بمارس الماضي أكد رئيس المخابرات العبرية (أمان)، أفيف كوخافى : أن : " قوة الإسلاميين تتصاعد وتتزايد فهم يجمعون قوة دافعة في سوريا والأردن,كما أنهم يهيمنون على كل شئ ليس فقط الإسلام السياسي بل على الرعاية الاجتماعية والتغذية إن أيديهم في كل شيء".

وأوضح رئيس المخابرات الصهيوني أن تخوف "إسرائيل" من الإسلاميين سببه: " أنه بعد وصولهم للحكم في مصر وتركيا فإنه يتم الآن طمس الفارق بين الحياة العلمانية والإسلامية وهذا ما يفعله الإخوان الآن "

وقال :" إن الإسلاميين في الحقيقة يحاولون تحقيق هدفين ,الأول هو الترويج لأهداف دولة الخلافة والشورى القائمة على الاستشارة الإسلامية ,وهذا التعريف الجديد يتم في مصر "

وتابع: " الهدف الثاني وهو الاستراتيجي بشكل أكبر ,فالإسلاميون يُقوون معاقلهم عن طريق أنظمة الحكم عبر الديموقراطية بحيث لاتستطيع الديموقراطية إزالتهم بسهولة وهذا ماحدث في تركيا وغزة ".

هذه الأقوال نشرت في كثير من المواقع موثقة بالصوت والصورة فهل علمت أخي ان اسرائيل هي التي تسعى لإزالة الشرعية الديمقراطية والتصدي للإرادة الشرعية .

و أكد الداعية الإسلامى محمد حسان أن مصر  دولة إسلامية دينية بفطرتها منذ 14 قرنًا، وستظل وتبقى مسلمة.

وقال "حسان" فى أول درس له على قناة "الرحمة" بعد عزل محمد مرسى: "يا شباب مصر انصروا الدين والوطن بحكمة وبلا عنف، أو قتل أو تخريب، أو دماء، ولا تخونوا إخوانكم فى الوطن".

جاء ذلك ردًا على حديث الكاتب الصحفى حلمى النمنم، في إحدى الجلسات النقاشية بالهيئة الإنجيلية حول الدستور، الذى قال فيه إن القوى السياسية الرافضة لدستور 2012، إنما رفضته لأنه يشير إلى أن هوية الدولة هى الإسلام، قائلا: "نحن نكذب عندما نقول إن مصر دولة متدينة بالفطرة، أنا أرى أن مصر دولة علمانية بالفطرة ".

والشعب المصري ضرب اروع الامثلة في نجاح العملية الديمقراطية بنزاهة وحرية والنسبة التي صوتت على الدستور تكشف أدعياء الحرية كما قال الدكتور محمد عمارة: ( أعلى نسبة تصويت على الدستور في العالم كانت للدستور الإيطالي 61% ، في حين نسبة الموافقة الدستور المصري 63%.

لم يكن في حسبان اسرائيل ان الشعب المصري سيختار حكم الاحزاب الاسلامية في مصر وتعاونهم مع حركة حماس في التصدي للمشروع الصهيوني في غزة ، مما جعل القضاء المصري يصدر الحكم بحبس مرسي ١٥ يوما بتهمة التخابر مع حماس ، وهذه تهمة من صنع اسرائيل ، كما ان الانقلاب من صنعهم أيضاً ، وبمباركة

امريكا وعملائهم .

واعتبرت حركة حماس أن حكم حبس الدكتور محمد مرسي بتهمة التخابر لصالح الحركة محاولة لاسترضاء أميركا وإسرائيل عبر الزج باسمها في موضوع لا علاقة لها به.

أراد الانقلابيون الذين فشلوا في الصناديق الديمقراطية  ان يكسروا إرادة الشعب الذي خرج بكل أطيافه ، بالاعتقالات للسياسيين والعلماء والناشطين والإعلاميين وإغلاق القنوات الاسلامية ، ولكنهم لن يستطيعوا ان يوقفوا إرادة الشعب الذي خرج يطالب بحريته والحفاظ على ثورة ٢٥ يناير ، وعودة الشرعية الديمقراطية .

ودماء الشهداء ستكون وبالا عليهم ، وستسفر الايام القادمة بإذن الله ببشارات النصر وعودة الشرعية الديمقراطية للشعب المصري .

بقلم : محمد سعيد باوزير

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص