القراءة التي توصل إلى المعرفة

طالعت هذا الأسبوع كتاب بعنوان : ( كيف يبرمج القرآن الحياة ) لمؤلفة عبدا لمجيد محمد علي الغيلي وشدني ما دونه عن هدف القراءة والوسائط المؤثرة فيها حيث كتب قائلا إن الهدف من القراءة أن تودي إلى المعرفة الشاملة وحتى تقوم بهذا الدور فينبغي ان تكون باسم الرب رب الخلائق *  اقرأ باسم ربك الذي خلق  *وبهذا تتسم القراءة بالشمولية والسعة .

ومعلوم أن مستويات القراءة العليا ثلاثة :

- قراءة النشأة والحياة والمصير من خلال وحي الله لرسله .

- قراءة سنن الكون وهي آيات الله في الأفاق من خلال مخلوقاته .

- قراءة سنن الاجتماع وهي آيات الأنفس من خلال المجتمع البشري وقوانينه .

وهذه الأدلة الثلاثة لمستويات القراءة لا توصل إلى المعرفة الصحيحة إلاّ إذا خلت من الوسائط بمعنى أن يتعامل الإنسان مع الدليل مباشرة مستخدما ما وهبة الله من وسائل العلم والتعليم ( سمع – بصر – عقل ) ولا يعطي زمامها لأحد فيوجهها كما يريد لان الوسائط تقتل الإرادة وتغتال العقل وتعطل السمع والبصر وهذا ما يحاربه الإسلام بقوة .

ومن الوسائط الاجتماعية : الآباء وما  يورثونه من أعراف وعادات وتقاليد اجتماعية لأبنائهم { وكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }وهذا الوسيط ينقل القدسية من قيم الدين إلى مفاهيم البشر المتفاوتة وهو تفريق لأمر الدين وتمزيق للأمة وقضاء على مصادر وحدتها .

ومن الوسائط المعنوية: التي تحول دون تمكين السمع والبصر من قراءة آيات الأفاق والأنفس .. بلادة الألفة .. المقصود بها أن الإنسان إذا ألف شيئا فان حواسه تتبلد تجاهه ولا يرى فيه بعد ذلك آيات العظمة والروعة والجمال ومثال على ذلك إيلاج الليل في النهار ثم اختفاء النهار وايلاجة في الليل.

وكذلك التسليم بالمسائل دون إعمال فكر ونظر كلها حاربها الإسلام لأنها تدمر العقل.. ولأنها الوسيلة التي بها يستعبد البشر بعضهم البعض.. ولأنها المدخل الأكبر للشيطان للعبث بالفكر الإنسان.

إذا فسبيل القراءة الشاملة باسم الرب العظيم يتمثل في قراءة الدليل قراءة مباشرة ورفض كافة الوسائط ونبذ جميع الحوائل الحائلة دون الوصول إلى النتيجة الطبيعية للدليل وهذا هو الضمان الوحيد لان تسير القراءة في مسارها الصحيح.

ولا يفوتني هنا أن انصح أخواني متابعي موقع حضرموت اليوم بقراءة هذا الكتاب لما فيه من معلومات مفيدة وهذا الكتاب متوفر حاليا في مكتبات بلادنا .

بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص