كانت خطبة الجمعة الفائتة تتحدث عن الإيمان و حلاوة الإيمان و القلوب و النفوس و الأرواح المؤمنة و ما تحس به من راحة و أنس و استقرار و أن الإيمان إذا وقر في القلب و خالطت حلاوته بشاشته تداعت بقية الأجزاء ، و استشعرت معنى الحب " ألا و إن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي : القلب "
القلوب المؤمنة هي المطمئنة و الراضية بقضاء الله و قدره هي التي تتحمل صابرة محتسبة ، لا يجبرها على ذلك إلا مصرّفها .
بلال .. كان يتحمل حرارة الرمضاء وثقل الصخرة الكبيرة التي كانت توضع على صدره إضافة الى التعذيب و التنكيل و الضرب النابع من قلب يحمل الغل و الحقد ليس على بلال كإنسان لا ولكن كدين و منهج حياة و إسلام
ليس هو فقط و إنما كل الإخوان المسلمين .
***
وهكذا هم الإخوان المسلمون في كل وقت وحين و حين يشتد الكرب بهم و تتكالب عليهم الأمم يستعذبون التضحية و يتحملون العناء و المشقة و التعب بل و التعذيب و التنكيل الذي يمارسه عليهم عديمو الإيمان بالله و برسوله أمثال أمية و أبي جهل و أبي بن خلف عليهم من الله ما يستحقون .
و اليوم يعيد التاريخ نفسه ولكن بصورة حديثة و مغايرة الإخوان المسلمون يعذّبون في مشارق الأرض و مغاربها على أيدي أعداء الإسلام بالطبع ومن الأعداء من يدّعي الإسلام وهنا تكمن المأساة الكبرى !!
كيف يقتل مسلم مسلماً ؟ دون وجل أو خوف أو حتى حياء ؟ يبرر لنفسه الأمّارة بالسؤ ما يطيب لها فعله ليظهر أمام العالم انه على حق و نسي أن الحق تبارك و تعالى مطّلع على ظاهره و باطنه وسره و علانيته .
***
حينما دخل النبي مكة فاتحا قال لأولئك النفر " اذهبوا فأنتم الطلقاء " هذه سماحة الإسلام ونبي الإسلام التي علمها لصحابته الكرام بل و لكل الإخوان المسلمين بينما تعامل المشركون و كفار قريش مع إخوانهم وأقاربهم من بني جلدتهم بشتى أنواع التعذيب ، جهارا نهارا .
***
حلاوة الايمان هي ما تجسد هذا الصمود الاسطوري للإخوان المسلمين ليس في مصر و لكن في العالم الإسلامي قاطبة لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون جنات المأوى في انتظاركم .
أيها المؤمنون أما هم فيمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ..
بقلم : نزار باحميد