بينما أتابع التغريدات على حسابي على توتيتر إذ اعجبتني تغريدة لأحد الأشخاص جاء فيها (هل مصر بعد مرسي أفضل؟؟) وهذا سؤال يجب الوقوف عليه , حينها جلست أفكر وأتأمل في شريط الأحداث المصري الذي يمر أمامي ... فرأيت أن العاقل والمنصف والمتابع للمشهد المصري , يرى أن حالة مصر أيام مرسي أفضل بكثير من مصر بعد مرسي ...
ودعوني أجري مقارنة بسيطة بين المشهدين لتتضح الصورة لذلك الفرد الذي يرى أن حكم العسكر أفضل من الحكم المدني , ممثلا بالرئيس مرسي ..
مرسي تسلم دولة منهارة ومنهكة وفساد منتشر في جميع مؤسسات الدولة وعلى الرغم من هذا إلاّ انه بذل قصارى جهده في الخروج بالبلد من هذه الأزمة الى الأفضل وهذا ما فعله مرسي رغم العراقيل ..
مرسي عمل على رفع الاقتصاد المصري والتخفيف من أزمة البنزين والاهتمام بالجانب الزراعي وكانت نتيجته مذهلة ولا يستطيع احد إنكارها ...
و ايضا عمل على تثبيت سعر رغيف الخبز وبمواصفات قياسية رائعة الذي طالما عاش المواطن المصري من عدم توفر رغيف الخبز في عهد مبارك ..
أيام مرسي لم تتجرى الشرطة ولم يُحرك الجيش من أجل فض اعتصام في ميدان التحرير ويقتل المئات منهم ..
في عهد مرسي لم تكمم أفواه الإعلاميين و المعارضين ممثلة (بجبهة الانفلات ) ولم تغلق قنواتهم ولم يمنعوا من الخروج إلى الميادين للمظاهرات ...
في عهد مرسي لم يتخذ بلاطجة وتناصرهم الشرطة لتفريق المتظاهرين في الميادين .. ولم تفض أي مظاهرة أو اعتصام بالقوة ..
أيام مرسي لم تعتقل قيادات الأحزاب المعارضة بل تمتعت بمساحة واسعة للتعبير عن آرائها حتى وصل بها الأمر إلى أن تتجرى وتتكلم في رئيس الدولة (محمد مرسي )...
في عهد مرسي لم تحرق الكنائس ولا المساجد ويحاصر من فيها من قبل الشرطة والبلاطجة ويعتقل من يعتقل .. خطأه الوحيد انه لجأ الى المسجد خوفا على نفسه من بطش الأمن والشرطة المصرية ..
لكن بعد مرسي المشهد المصري أختلف كثيرا أصبحت مصر جحيم ووضع متهالك في جميع المجالات , اقتصاد يترنح ويتدهور يوما بعد يوم على الرغم من مليارات دول الخليج الداعمة للانقلاب , أما الوضع الأمني وما أدراك ما الوضع الأمني متدهور لدرجة لا يأمن المواطن على نفسه ...
بعد مرسي قتل السيسي مئات المصريين حجته أنهم (إخوان ) واعتقل قيادات الإخوان ومنهم من قُتل ابنه أو ابنته وأيضا أغلقت قنواتهم وكل قناة تدعم الشرعية وتهاجم الانقلاب ..
ورغم كل هذا أتهموا – بفرية الإرهاب ... بعد مرسي تم تعيين رئيس دولة من قبل وزير الدفاع وليس عن طريق صناديق الاقتراع..
بعد مرسي ظهر شي جديد أن رئيس دولة منتخب من قبل الشعب ورئيسا شرعيا يتهم بالمخابرة لحماس ...
بعد مرسي أصبح من يدافع عن الشرعية ومن يسعى لتخليص مصر من المفسدين يتهم بالإرهاب وذنبه الوحيد أنه خرج في مظاهرة مؤيدة لرئيسه الشرعي ..
ونصب خيمة في رابعة لسقوط الانقلاب وحكم العسكر ...
هذه المقارنة مجرد قطرة من بحر ليس إلاّ ... وأخيرا أهمس في أذن كل حر أن الشرعية منتصرة وأن حكم العسكر مصيره إلى الزوال ولن يهنئ السيسي بحكم مادام فيها رجال تعشق الحرية ولا ترضى النوم تحت الضيم ..لا ولسان حالهم يقول:
والله لو جرف العدو بيوتنا
ورمت بنا نحو المحيط زوابع
لظللت أؤمن أن أمتنا لها يوم
من الأمجاد أبيض ناصع
وأهمس همسة أخرى إلى كل مشكك أو ينتابه أدنى شك .. أقول له أعلم علم اليقين أن الحق منتصر وأن من يدافع عن الحق ويسعى لرفع رأية الإسلام منتصر لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى , وذلك مصداقا لقوله تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) ..
بقلم : عرفان جمعان بازقامه