تأتي العودة إلى المدرسة بعد فترة الإجازة الصيفية استمرت أربعة أشهر مليئة بكثير من الأنشطة والرحلات والاستجمام ، وما تبعه من السهر حتى الصباح في شهر رمضان الكريم ، وما رافق ذلك من نفقات وتبعات مالية ضخمة في رمضان والعطلة والأعياد ، أعان الله كاهل أولياء الأمور في تحمل نفقاتهم التي زادت في أعبائها من ماء وكهرباء وانترنت وأطعمة وملابس وكتب وغيرها من النثريات المتنوعة .
إن الحضارة قائمة على العلم والمعرفة ، وأول كلمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي {اقْرَأْ}؟! قال الله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } ، هل ندرك جميعاً سر هذه الافتتاحية القرآنية والحكمة الربانية ؟
ما أروع هذا الأمل المنشود هذا الجيل الصاعد وهم يعودون إلى مدارسهم متسلحين بسلاح العلم والمعرفة ، ومتنورين بنور الفهم والتبصرة .
ما أروع طلبة العلم وهم يبتعدون عن ما يشغلهم عن دراستهم ومستقبلهم الواعد ،ويتنزهون عن سفاسف الأمور ، وينضمون حياتهم وأوقاتهم .
ويتزينون بالأخلاق العالية مع مدرسيهم وأهليهم وزملائهم ، ويتجنبون الفوضى والإزعاج داخل المدارس، ويجنبون مدارسهم مثل هذه الأمور ولا يتحملون أمورا فوق عقولهم الصغيرة .
ما أروع المدارس وهي تحتضن هذه الزهور المتفتحة والورود النيرة .
وما أروع المعلمين وهم يستقبلون في معاقل العلم جيل الغد ،ويرحبون في محاضن التربية هذا الأمل المنشود بصدور الانشراح ، وقلوب البهجة والارتياح .
وما أجمل المربي وهو ينمي الأفكار النيرة ، ويزرع المعرفة، ويحث على الأخلاق الطيبة، وما أسعد الأمة بشبابها المتعلمين ،وبرجالها الصادقين .
وما أجمل المعلم عندما يكون قدوة لطلابه ،لديه القدرة والكفاءة لتحمل المسؤولية.
وما أحسن الأسرة وهي تتابع بعناية لابنها الطالب في مراحله التعليمية حتى تقل تدريجيا بعد الثانوية ، ومعرفة من يصادق ويصاحب وإبعاده عن أصدقاء السوء .
والتعرف على مشاكل الطالب الاجتماعية والنفسية والسعي لحلها بمساعدة المختصين.و الاهتمام بوقت الفراغ لدى الشباب وتعبئته داخل المدرسة أو خارجها .
ونتمنى مع العودة إلى المدرسة تهذيب السلوك لدى الطلبة وكيفية احترام الآخرين والبعد عن أي نوع من أشكال العنف المدرسي، والحد من ظاهرة هروب الطالب من المدرسة ، وضرورة احترام الرأي والرأي الآخر ، حيث تشكل المدرسة نواة ايجابية في بناء جيلٍ من شباب المستقبل قادر على تحمل المسؤوليات ومساعدة أسرهم وأولياء أمورهم في تحقيق أهدافهم ، ولذا نتطلع إلى سنة دراسية قادمة مليئة بالهمة والنشاط والعطاء والتفاول خالية من الأزمات المدرسية .
فحري بنا جميعاً أن نشعل فتيل الحرص في قلوبهم استثماراً للطاقة ، وتنمية للموهبة ، وشحذا للهمة ، وغيرة على أجيال الأمة .
بقلم : محمد سعيد باوزير