تقود الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام حملة كبيرة لتنسيق الجهود والمواقف في مسعاها الرامي تشكيل تحالف دولي لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بعد فشل الحليف الغربي الأول للولايات المتحدة الأمريكية - بريطانيا - في الحصول على موافقة البرلمان للانخراط في التحالف .
إن ما تقوم به الولايات المتحدة من التحضير لضرب سوريا هو في الأول والأخير لن يكون لسواد عيون السوريين الثائرين على نظام الأسد منذ مايزيد عن عامين ، حيث ان الولايات المتحدة الأمريكية لم تجد حرجاً ان تصرح رسمياً من أن شن هذه الضربة هو من اجل حماية المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة والحليف المقصود في الشرق الأوسط الذي يريد سادة البيت الأبيض حمايته هو الكيان الصهيوني .
واذا ماتمت الضربة الأمريكية على سوريا فأن احداً لن يكن بمنأى عنها واقصد هنا النظام والثوار وذلك لعلم ودراية الولايات المتحدة بتكوينات المعارضة السورية او مايعرف بالجيش الحر الذي تنخرط فيه من الجماعات الإسلامية أعداد كثيرة جداً وربما تشكل قوامه الأساسي ، وماجرى في ليبيا من قبل قوات الناتو خير دليل على مانقول .
فأمريكا لن تذهب لضرب سوريا كي تسقط نظام الأسد الذي ظل لعقوداً من الزمن حامياً للحدود مع الكيان الصهيوني ، وتسلم البلاد لقيادات يوجد من بينها من لايعترف اصلاً بوجود هذا الكيان المزروع في خاصرة الأمة العربية ، وبإمكاننا القول ان تحرك امريكا في سوريا لايخلو ان يكون امراً ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب .
وان مايدعو الى الدهشة والغرابة موافقة الثوار والمعارضة على الضربة بعد ماكانو يرفضون التدخل الأجنبي في الشأن السوري ، لربما تأتي هذه الموافقة بعد ما سئموا من طول المدة ، وفي اعتقادهم ان طائرات الاباتشي والشبح وf16 الأمريكية ستوصلهم الى القصور الرئاسية في سوريا ، واذا ماحدث ذلك فاني اقترح ان يتغير شعار ثورات الربيع العربي ليكون بعد ذلك ’ امريكا تريد اسقاط النظام بدلاً من الشعب ’ .
وحتى لانفهم خطاء فان احداً لايسره مايجري في سوريا من قتل للرجال والنساء والأطفال وتدمير للبنية التحتية والمؤسسة العسكرية والجيش السوري وكل المقدرات التي هي ليست ملكاً للشعب السوري وحده بل لكل العرب من المحيط الى الخليج ، العرب الذي يستعد اثرياه لتمويل الضربة كي تسقط سوريا لا النظام ، وصدق ابن الشام الشاعر نزار قباني حين قال :
’ دمشق ياكنز احلامي ومروحتي - اشكي العروبة ام اشكي لك العربا ’ .
بقلم : عبدالله مبارك باحارثة
a-m-b-8@hotmail.com