الدستور وكما يقال أبو القوانين الذي تتفرع عنه القوانين الفرعية والنظم واللوائح الأخرى المنظمة لحياة الشعب ومصالحة العامة والخاصة وهو العقد الاجتماعي الذي ارتضاه الناس لحكم أنفسهم بأنفسهم بعيداً عن هوى فلتان أو علتان ، هذا الذي عرفناه عن الدستور من أساتذة الدستور والقانون ، ولكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً ، ويقول إننا استبدلنا دساتيرنا بالتحريف والتبديل وإدخال ماليس فيها من نصوص وتفسيرات لم ينزل الله بها من سلطان .
سلوكنا هذا ليس بدعة في تاريخ البشرية المليء بالتجارب والعبر فقد سبقنا إلى ذلك بني إسرائيل مع توراتهم حرفوها واستبدلوا الكثير من نصوصها حتى افقدوها محتواها الحقيقي الذي أنزلت من اجله فخالف بني إسرائيل الله فباءوا بغضبه فأصبحوا في الدنيا خاسرين وتاهوا في الأرض سنين بلغت الأربعين .
في يمننا السعيد أصبحت دساتيرنا مثيل توارة بني إسرائيل ما أجملها عندما تقراءها وعندما يخطها خبراء الدستور في المرة الأولى إلاّ أنها تلبث قليلاً على وضعها الأول فيأتي جيل من المحرفين فيحرفونها عن مسارها وعن جمالها وعن الهدف الذي وضع من اجله الدستور حتى يخرجونه من محتواه مرة بالتعديل ومرة بالتحريف والاستبدال ويدخلون من النصوص ما يخرجه عن محتواة في فعل مشابه لبني إسرائيل وتحريفهم للتوراة واستبدالها بقوانين على هواهم وشهواتهم وحقدهم الدفين .
في يمننا السعيد ما أجمل القوانين وهي تعتبر الأفضل على مستوى العالم العربي إلاّ أنها مثل التوراة عند بني إسرائيل معطلة تماماً عن التطبيق ، تطبق على هوا الحاكم وحسب رغباته ونزواته ، او حتى على هوى حاشيته التي ليس لها من المزاج السياسي غير الاسم أنها أحزاب سياسية بينما هي في الواقع قبائل وطوائف من المرتزقة واللصوص وقطاع الطرق ، اليمن اليوم تواق لمغادرته هذه الثنائية دساتيرنا وتوراة بني إسرائيل الى الثبات وديمومة القانون وسياسة تخرجه من هوى القبيلة الى رحابة العدل والإنصاف .
بقلم : سالم باراس