قد يثير هذا العنوان الدهشة والاستغراب لدى البعض وستزداد دهشتهم عندما أقول لهم إن بإمكان اليمن ان تكون الاقتصاد الخامس ليس على الوطن العربي فحسب بل على مستوى العالم اجمع .
تتمتع اليمن بنقاط من القوة بمكان أذا أحسن استغلالها إن تكون رائدة في عالم الاقتصاد والتصنيع والخدمات وهذه المميزات وهذه الخصائص لا تتوفر لأكثر البلدان في المنطقة .
أولى تلك المميزات : موقعها الاستراتيجي القريب من مناطق الإنتاج في آسيا ومناطق الاستهلاك في أفريقيا والعالم العربي ، فبإمكان اليمن إن تصبح ميناء ترانزيت عالمي لإعادة الإنتاج والتصدير لأنها قريبة من مصادر الإنتاج وقريبة من مناطق التوزيع والاستهلاك في إفريقيا والعالم العربي .
الميزة الثانية : توفر العمالة ورخصها ومهارتها فالعامل اليمني معروف بالصبر والقوة والتحمل والمهارة والإتقان إذا ما أوضيفت له القليل من التدريب والتأهيل سيكون العامل اليمني أكثر كفاءة وإنتاجية دون ادني شك وإذا قورنت اليمن بالدول الصناعية الأخرى فإن تلك الدول تستورد العمالة بينما اليمن يمتلكها مما يلقي بأعباء اقتصاديه على تلك الدول من ناحية التسكين والنظام التعليمي وانضمت الخدمات العامة .
الميزة الثالثة: توفر مصادر الطاقة والمواد الخام إذ تحتوي الاراضي اليمنية على كميات تجاريه وهائلة من النفط والغاز قادرة على تغطيت أي نهضة صناعية وتجارية فيها وبإمكانها تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال ، كما ان أراضيها تحتوي على الكثير من المواد الخام الأخرى كالاسمنت والذهب والفوسفات والطباشير ، ولو ركز اليمن على صناعة الاسمنت واعتمد على سياسة التصدير إلى إفريقيا القريبة من اليمن والتي لا يفصلها عن حدودنا غير باب المندب , لأصبحنا من الدول الرائدة في مجال صناعة الاسمنت فقربنا من تلك الأسواق سيجعل من منافستنا أسهل مع الدول المصدرة للاسمنت مثل تايلاند والصين واليابان فكلفت نقل كيس الاسمنت من الصين إلى إفريقيا لا تقارن مع المنتج اليمني القرب جدا من الأسواق الافريقية .
الميزة الرابعة :المخزون اليمني الكبير من الثورة السمكية فاليمن تشرف على أكثر من 2000 كم من السواحل على البحر الأحمر والبحر العربي الغني جدا بمخزونه السمكي وتتيح هذه الميزة لليمن الفرصة الكاملة لإنشاء صناعة سمكية متقدمة تقوم على التعليب والتغليف والتصدير السمكي وإنشاء المزارع السمكية كما إن بإمكانها إن تستثمر هذه الصناعة للتخفيف من البطالة وجذب رؤوس أموال كبيرة تساعد في نهضة صناعية مرتبطة بهذا المجال .
الميزة الخامسة :المخزون الثقافي والسياحي لليمن ومن هذا المجال يمكن لليمن ان تنهض بالجانب السياحي معتمدة على السياحة التاريخية والسياحة العلاجية المتوفرة بكثرة في الينابيع الحارة المنتشرة في مختلف مناطق اليمن , كما إن سياحة المناظر الطبيعية تتوفر في اغلب منا طق اليمن فهناك إب الخضراء وسقطرى العذراء البكر وصحراء ورمال الربع الخالي التي من الممكن إن تشكل سياحة صحراوية فيها الكثير من الراليات وسباقات الهجن والخيل وغيرها من السباقات , هناك نوع آخر من السياحة هو سياحة المدن التاريخية كشبام حضرموت وصنعاء القديمة ومأرب التاريخ .
كل تلك المميزات إن أحسن استغلالها اقتصادياَ ستجعل اليمن دون أدنى شك في مرتبة متقدمه على الصعيد العالمي اقتصادياً وفي المقام الأول كل التعويل على الإنسان اليمني الذي عرف بجديته وصبره وتحمله للمشاكل فكما أبدع خارج حدود اليمن بإمكانه الإبداع في وطنه وما ذاك ببعيد فقد عرف عن الإنسان اليمني حسه المرهف في التجارة وضرب الحضارمة أروع الأمثلة على ذالك .
بقلم / سالم باراس
