إن الطريق الصحيح المودي إلى معرفة ما جرى من أحداث في منطقة خلف قبل أيام سيقودنا وبكل سهولة إلى معرفة حقيقة ما تشهده اليمن هذه الأيام من أحداث دراماتيكية دموية .
وأن ثمة أسئلة حائرة يعد الجواب الصحيح عليها بمثابة المفتاح المناسب لفك شفرة الغموض بل يعد مجرد التفكير الصحيح في حلحلتها وفهم ملابساتها بداية الطريق الموفق لفهم ما يجري بعيدا عن الاستغلال والاستغفال . غير أن أساس الحصول على الأجوبة الصحيحة يبدأ من لحظة وضع الأسئلة ، فالجواب الصحيح لابد أن يوضع له سؤالا صحيحا أيضا .
إن محاولة فهم ما حدث في منطقة خلف بعيدا عن السياق العام لما يجري في عموم اليمن يعد نوع من أنواع العبث والاستهتار بأرواح الضحايا وعقول المواطنين . إن الربط الصحيح بين الأحداث المتشابهة شكلا و نوعا والمتقاربة زمانا ومكانا يعطي مؤشرات ذات معنى ومدلول لا يستهان بها .
إن اليوم هو غرس الأمس والغد هو جني اليوم وعدم الربط بين اليوم والأمس ومن ثم تخمين الغد يعد من أردى وأقبح أنواع السذاجة على الإطلاق . إن البحث وتجميع كثير من الأسئلة المنبثقة من بين ركام مبنى قيادة المنطقة الثانية ( المنطقة الشرقية سابقا ) بخلف لغرض تحليلها سيكون بداية الطريق الصحيح إذا ما أخذت جميعها دون أنتقى ومن ثم تم الربط بينها بطريقه علمية صحيحة . إن تتبع الأحداث التي عصفت باليمن عموما قبل وأثناء وبعد هذه الحادثة والتي تحمل نفس البصمات او الدلائل ليعطي مؤشرات مهمة وذو علاقة بما حدث . إن الإجابة عن أسئلة من قبيل :
ما علاقة ما حدث من محاولة استيلاء على قيادة المنطقة بحضرموت بما حدث من محاولة إستيلاء على مرافق هامة في العاصمة صنعاء من قبيل وزارة المالية والإذاعة والتلفزيون والبنك المركزي وبعض الوزارات الأمنية . وتم الكشف عن المخطط قبل لحظات من حدوثه .
وأشيع وقتها أن المنفذين محسوبين على الحوثي وأن المخطط هو من فعل علي صالح . ووقتها ارتفع الصوت بالحديث عن محاولة انقلاب فاشلة .
وما مدى صحة سماع البعض لهتاف ( الصرخة ) داخل مبنى القيادة تزامنا مع إطلاق النار . وهل صحيح أن هناك معلومات قبل يومين على الأقل قد تحدثت عن خطة عدوانية كبيرة ضد المنطقة ولم تأخذ مأخذ الجد من الجهات المختصة بالمحافظة والمنطقة ؟! ما سر تفرد قناة وصحيفة اليمن اليوم بنشر بعض الصور من داخل مكان الحادثة في ظل تكتم شديد وندرة المعلومات ما يذكًر نحن بالتفرد في أحداث أخرى مشابهة لعل أهمها حادثة التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة عدد من منتسبي الأمن المركزي بميدان السبعين بصنعاء ،
وهل صحيح أن مراسل القناة المذكورة كان قد بات تلك الليلة في أحد فنادق منطقة خلف ؟؟ .
وإذا كان المتهم هو تنظيم القاعدة كما يشير البعض . ماذا سيستفيد التنظيم تحديدا من هذه العملية ومن الاستيلاء على قيادة المنطقة وفيما يشبه عملية انتحارية له ولجميع من غامر بنفسه أم أن هناك جهات كبيرة أخرى تقف خلف ما جرى وهي من سيستثمر الحدث وسيغطي الفراغ في حالة حصول انهيار كبير في المنطقة ؟!
ربما يقول البعض أنها القاعدة (التي صارت شماعتها أشبه بالنكته الدارجة ) وأن هدفها هو تصفية القيادات العسكرية هناك وليس الاستيلاء على المبنى . غير أن هذا الكلام يبدوا مضحكا فنحن من قوت لآخر وفي ظل الانفلات الامني نسمع بتصفيات كثير من القيادات في وضح النهار بكل سهول ويسر فلماذا تغامر القاعدة وتدفع بخيرة أفرادها إلى هذا المستنقع فيما يشبه الانتحار الجماعي المؤكد هناك . هذا السؤال يزيد الأمر غموضا ويجعل شماعة القاعدة تبدو واهية . وإذا كان تعجبي في غير محلة فلماذا إلى الآن لا يزال الغموض يكتنف الموقف ولم نسمع لأي تصريح رسمي يجلي ما حصل للراي العام ؟؟!!
لماذا طيلة الحدث صمت الجميع وعلى رأسهم السلطة المحلية بالمحافظة وبدت مرتبكة جدا وبعد عدة أيام صدر بيانها الذي كان أكثر ارتباكا بل أدى إلى تزايد الخوف والقلق لدى المواطن بدلا من تطمئنه .
ادعى البعض أن حضرموت كانت بعيدة عما يجري في صنعاء طيلة أيام الثورة أو كما يسميها البعض الأزمة ولطالما سمعنا من السلطة المحلية بأنها كان لها دور فاعل في إبعاد حضرموت عن أقطاب الصراع في صنعاء أيام الثورة فلماذا بعد الثورة زج بحضرموت فجأة وسط الصراع ؟ فهل فقد من كان يهتم بأمن حضرموت مصلحته من أمنها وصارت بالنسبة له الورقة الأسهل للضغط بها بعد أن تساقطت كثير من أوراقه وأصبحت حضرموت الساحة الأرحب بعد أن ضاقت عليه جميع الساحات في عموم الجمهورية ؟!
من المستفيد فعليا وفي هذه الفترة من الزمن تحديدا بإرباك المشهد وزعزعة الأمن والاستقرار في البلد ونحن على مشارف نهاية مؤتمر الحوار الوطني الشامل ؟؟!.
لماذا لا نجد أية مطالبات جادة بالتغيير في حضرموت بل وجدنا من يقف في وجه التغيير على الرغم من أن الجميع متفق تقريبا على سوء الوضع وسوء الإدارة في المحافظة ماضيا وحاضرا ؟؟!!
بقلم : محمد بالطيف