الأمن والأمان متطلبان أساسيان لحياة الشعوب وركن هام في تقدم الدول وسبباً في تطورها وتنميتها هذا فحسب وأقل ما يطلبه الفرد في أي بقعة من بِقاع المعمورة .
حضرموت ذاك الاسم الذي أرتبط ارتباطاً كاملاً بالأمن والأمان وعُرف عن أهله ومن يسكنه السلام وكان رمز لهم في رحالِهم و تِرِحالُهم وفي أعمالهم وتجارتهم وكان سبباً في اعتناق الملايين ممن يسكنون القارة الآسيوية من جهة الشرق وكذلك أيضا من الشرق الآخر من القارة السمراء ,, وليس بغريب على هذه البقعة من الأرض أن تعيش طوال هذه العقود الأمن ويسُودها الأمان .
سيؤن قلبُ حضرموت الوادي تلك المدينة الصغيرة بحجمها الكبيرة بحضارتها العظيمة بأهلها الذين عُرف عنهم الهدوء والسكينة والعلم والعلماء وكذلك بساطة الحياة الخالية من العقد والرسميات وأيضا عُرف عنها الأنس و السلا المتجسد في هذا البيت الغنائي الشهير( عود الله ليالي الأنس في وسط سيؤن ) هكذا هي سيؤن دوماً وعلى مر العصور والقرون .
وبعد انقضاء أعوام من ذلك السلام والسلا والهدوء وفي السنوات الأخيرة حدث ومازال يحدث وباستمرار ممنهج ما لم يتوقعه أهلُها من قرون أن تتحول هذه المدينة الرائعة الهادئة إلي مدينة أشباح لا يأمن ساكنها على نفسه يخرج من بيته وهو لا يدري أيعود أم تقتنصه تلك العصابات الإجرامية الغادرة التي اغتالت قبل أيام رجل من خيرت الرجال مواقفــه هي التي تتحدث عنه ابتسامته هي التي ترسمــه ، أما الأخلاق فلو قدر لها أن تنطق لعجزت عن التحدث عنه العقيد السيد الفاضل / محمد عبدالله الحبشي مدير عام البحث الجنائي السابق بالوادي ومستشار مدير الأمن و مرافقه الفدائي البطل الجندي / شوقي بايعشوت ( سربايا) لينظموا إلى قافلة الشهداء ولتواصل تلك العصابات مسلسلها القذر في الاغتيالات المنظمة تجاه الكوادر الحضرمية .
إن اختيار توقيت العيد ويوم الجمعة تحديداً ما هو إلاّ تكرار لنفس السيناريو الذي اغتيل فيه الشهيد / علي الحبشي ( حبوشي ) العام الماضي وما كان قبله وبعده من استهداف للكوادر الأمنية بسيؤن وحضرموت ليؤكد إصراراً تمارسه تلك الجماعات الإرهابية ضد مجتمع بأكمله مجتمع ممزقٌ مفرقٌ ساكتٌ متفرجٌ لم يعمل ولم يقم بأدنى ردت فعل تجاه هذه الممارسات الوحشيــة التي تمارس عليــه , هنا يتوقف العقل عن التفكير وهو في حالة من التخبط والحيرة كيف ُيقتل إنسان مسلم في أيام معظمة ومُحرم فيها القتال حتى للكافر , لقد وصل بنا الحال اليوم إلى شي مؤسف غريب عجيب يبعث للتساؤل هل ذلك بسبب أعمالنا ومعاصينا وابتعادنا عن الله تعالى ؟ أم أنها الفتن التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم آخر الزمان .
و عندما يصل الأمر برجال الأمن وهم قيادات وكوادر نعتز بهم وهنا أعني كوادرنا الحضرمية أن يعيشوا في حالة من الرعب المستمر وهم الذين ينتظر منهم المجتمع الأمن والأمان فإذا بهم أنفسهم يبحثون عن الأمان المفقود ,, إذا المجتمع برمته في خطر وخطر وما عليه الآن إلاّ شد الهمم وتوحيد الكلمة ورص الصفوف وتناسي أن هناك دولة ليكون المجتمع هو الدولة بنفســه فعليه تفعيل دور اللجان الشعبية المسلحة ويتم جمع المال لهم وتكوين الفرق لتباشر عملها كنقاط أمنية في كل حي وعند منافذ الدخول والخروج بين المدن والقرى المجاورة لحين يستقر الوضع و تعود تلك الدولة التائه الغائبة لتتحمل مسؤولياتها .
في الأخير نتوجه جميعا ً إلى الحق سبحانه وتعالى القوي المتين أن يلطف بنا والمسلمين ويحفظ حضرموت وأهلها من كل مكروه وأن يرد كيد كل من أراد بحضرموت وأهلها سو انه أهلُ ذلك والقادر عليــه ..
بقلم / أمين شمطوط