كتاب الردة عن الحرية للمؤلف محمد احمد الراشد تناول بالدليل من يقف وراء انقلاب يونيو 2013م في مصر والإحداث التي حصلت فيها حتى نهاية يوليو 2013م في مجموعة محاور :
المحور الأول خصصه لأهمية بقاء سلمية الاحتجاجات ضد الانقلاب وأثناء على أداء مرشد الإخوان ومكتب الإرشاد للجماعة والجماهير في الميادين لوعيها وانضباطها والتزامها بسلمية المعارضة ونوه إلى احتمال أن لا يحدث الفشل الفوري للانقلاب فربما ينجح بكثرة القتل والسجن والإرهاب وتكميم الافواه ولكنه لا يستطيع إطالة مدة انتصاره لان الشعب المصري حصل على جرعة كبيرة في ترسيخ الحرية ورفض الخنوع للطغيان وتذوق طعم الحرية بعد ثورة 25 يناير 2011م وان نصر الله قادم بعد أن اخذ الناس بالأسباب والثبات والبذل.
المحور الثاني إن المسلم واجب عليه نصرة أخيه المسلم وخاصة إن الأمر خرج عن نطاق الاختلاف السياسي وحصلت مجازر دموية نفذها الانقلابيين ، و بين أن انضمام المواطن المصري السلبي إلى تيار الرافضين سيبدل المعادلة ويلغي تفوق قوة الجيش.
المحور الثالث حدد الدلائل والشواهد التي تثبت إن الانقلاب تقف ورائه الإدارة الامريكية وإسرائيل وإيران و انه ينطبق على مجرى في مصر النموذج الأمريكي في الانقلابات و المتمثل في تجميع غوغاء الناس والسفلة وعصابات الإجرام ومافيا المخدرات وتغدق عليهم بالمال وتأمرهم بالنزول إلى الشارع في صورة معارضة سياسية ثم يأتي الجيش استجابة لهم وهذه طبقت في إيران أيام الشاه وفي باكستان وبينت قصتها بنظير بوتو وأوضح أن توغل الأمريكيين في الجيش المصري قديم منذ سنة 1952م .
و إعلاميا أهل محمد حسينيين هيكل ليكون الإعلامي المقرب من عبدالنصر واستطاع بالمال النجاح في دعم الانقلاب في يونيو 2013م وقلب الحقائق وتشغيل الآلة الإعلامية لصالح الانقلاب .
ولعبت السفارات الامريكية في بغداد دور مهم في إعادة ترتيب قائمة أعداء أمريكا في الشرق الأوسط في تقريرها المعروف ، فزجوا بجماعة الإخوان في المرتبة الأولى قبل القاعدة لذا كان الدعم الأمريكي للانقلابين سخيا كما أن التوجه الأمريكي المستقبلي سيكون دعم الجماعات الصوفية والشيعية والسعي لتمكينها وهذه من وصيا الرئيس نيكسون .
ولإيران في مصر مصالحها الخاصة ومحاذيرها لذلك دعمت الانقلاب و من بين الأسباب الإيرانية أن مصر بلد سني ، ورفض مرسي لعرض إيراني بدعم سخي مقابل تسليم إدارة المواقع الفاطمية للإيرانيين وتسهيل السياحة لهم .
المحور الرابع تطرق لشخصيات المشهد منهم محمد ألبرادعي وحمدين صباحي و عمرو موسى وحازم البيلاوي وعلي منصور و محمد عوض رئيس حركة تمرد وذكر أصولهم العائلية التي ارتبطت إما بإيران أو اليهود والسيسي نفسه أمه يهودية مغربية .
المحور الخامس دعم الخليج والسعودية للانقلاب ناتج عن خوف ملوكها وأمرائها من وصول الثورة لبلدانهم وكذلك خوف الإمارات من مشروع السويس الذي سيوثر سلبا على دبي اقتصاديا .
المحور السادس تأييد السلفيين حزب النور وشيخ الأزهر احمد الطيب للانقلاب بحجة أن الإخوان لم يحكموا بشرع الله مع علمهم أن مرسي لم يسمح له بالحكم حتى بالدستور، وبين بعض أسماء الشيوخ الذين رفضوا الانقلاب وبينوا للناس مخاطرة وهم الشيخ حسن الشافعي والشيخ مخلوف و الشيخ المعصراوي والشيخ وجدي غنيم والشيخ محمد حسان والشيخ عبدا لعزيز الطريفي ، كما تحدث عن مجموعة من الشخصيات كانت في جماعة الإخوان وانشقت عنها وهي في الصف القيادي مثل عبدالمنعم أبو الفتوح .
المحور الأخير وضع فيه خمسة مقترحات لاكتشاف الطريق للمستقبل من بينها : استمرار الحشد والتظاهر وضرورة أن نضع أمام الجماهير احتمال عجز التظاهرات من نقض الانقلاب فورا بدلا أن ندعهم يتفاجاوا مستقبلا بذلك ، وكذلك تربية الدعاة وأنصار الدعوة بقيم الاستعلاء الإيماني والعفاف وأخلاق الفروسية وكذلك على الدعاة أن يبثوا الوعي السياسي في الشعب و ممارسة تطوير عام في الدعوة في مختلف النواحي .
وسرد 15 فائدة كسبها الإسلاميون من الانقلاب من بينها : كسبت الدعوة ولاء معظم المصريين والعرب ، الشعب المصري استيقظ ووثق في الإخوان كقيادة ميدانية له ، صار لمصر بطل تتغنى به وهو محمد مرسي ، وبهذه الردة عن الحرية تثبتت قيمة السعي لها ، استغلت الطاقات الإسلامية وظهرت قيم الصبر والبذل والتضحية في المجتمع ، أصبحت قضية طلب الحرية عالمية ، كشفت الدخلاء على العمل الإسلامي ، زال التخوف من الأحزاب الإسلامية من أنها ربما تبتعد عن الدعوة وحزب الحرية و العدالة أنموذج ، نضوج الفكر السياسي في العالمين العربي و الإسلامي .
والكتاب من النوع متوسط الحجم ويحوي على102 صفحة بدون الملحقات ..
بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه