الغيل .. في مرمى النيران

وقعت مدينة غيل باوزير أو المديرية كلها , بين فكّي كمّاشة , على مرمى نيران المتحاربين و المتقاتلين , أو ــ كما يقولون ــ بين مطرقة الجيش و سندان القاعدة أو أنصار الشريعة .. أما الخاسر الوحيد في هذه الحرب الشعواء , فهو المواطن المسكين , الذاهب إلى مزرعته أو إلى عمله أو لقضاء حاجة من حوائجه ..

وليس صدفةً أو فجأة أن تأتي هذه الحملة , فقد سبقتها حملة , قبل أربعة أشهر , في منطقة السفال و المزارع , اُستخدمت فيها الأسلحة البرية و الجوية , استمرت يومين .. بعدها انتهى كل شيء , وكأن لم يحدث شيء .. فقط , تم استحداث نقطة جديدة بين شحير و الغيل .

وليس صدفةً أو فجأة تلك الحملتان أيضاً , فقد سبقهما تقرير لوزير الكهرباء , رئيس لجنة تقصي الحقائق في غيل باوزير , يؤكد فيه وجود القاعدة في المدينة , أعقبه تصريحات من قبل وزارة الداخلية على وجود مخططات للقاعدة للاستيلاء على المدينة ..

فماذا يراد للمدينة ؟ و ماذا يحاك لها ؟؟ و لماذا تخصص للغيل حملة دون سائر بلاد اليمن ؟؟؟

ففي اليمن مناطق ساخنة ملتهبة , و في اليمن مناطق تقطع و تخريب , و في اليمن تنتشر القاعدة و أنصار الشريعة في كل شبر منها .. و القتل و الاغتيالات ــ و العياذ بالله ــ فكل مكان ..

لم نسمع أو نر أو نعلم , عن حملة جُهّزت لتلك المناطق .. فهل نحمل الغيل ما جرى في قيادة المنطقة الشرقية بخلف أو غيرها من المعسكرات ؟؟ !

هل تتحمل الغيل دماء القتل و الاغتيالات التي سالت في كل مكان ؟!! و هل نحملها فشل هذه النقاط المنتشرة على طول البلاد وعرضها , و فشل المنظومتين الأمنية و العسكرية في القبض على قاتل واحد أو خلق أمن ــ و لو في حده الأدنى ــ ينعم به المواطن المحروم من كل شيء ؟؟ أيُحرم من الأمن أيضاً ؟؟!!!

و فوق هذا و ذاك لم نر من الحملة سعيا حثيثا , و متابعة جادة مستمرة لتتبع و ملاحقة المطلوبين لديهم .. عدا ترويع الآمنين في البيوت و المدارس .. أكان بالطائرات المروحية , أو بسلاح الدوشكا الذي تصم قذائفه الآذان , و ترعب النفوس ..

و ماذا بعد كل هذا ؟؟!! هل يصبح المواطن و يمسي , على خبر الطقم مر من هنا , و المدرعة من هناك , و ينتظر حلول الكارثة , و ما لا يحمد عقباه , دون أن يدري ماذا يجري و يحدث ؟؟

هل نظل في مرمى بيانات العسكر , وبيانات القاعدة , اللذين اتفقا على تحذير المواطنين , كلٌ من طرفه ؟؟ هل ننزح و نترك ديارنا , أسوة بما حدث في أبين ؟؟ أو ما رأي اللجنة الأمنية بالمحافظة ؟؟؟

 بقلم : فؤاد عبدالغفار

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص