غَارَ وجَارْ ..
هَدَمَ الأحلامَ بداخِلِنا ..
وأقامَ الأحزانَ جِدارْ ..
أزهقَ فينا نخوَتَنا ..
ألبَسَنَا أثوابَ العارْ ..
أمَّمَ أصلَ هويَّتِنا ..
وأبادَ قُلوبَ الأحرارْ ..
ومضى يستَعذِبُ محنَتَنا ..
لا رأيَ لنا ..
لاصوتَ لنا ..
نمضي حيثُ يقولُ لنا ..
فالنّارُ لدينا فِردوسٌ !!
والجنّةُ نَارْ !!
يكفي أن نَحْيا في (أمنٍ) !!
حتى أصبحنا أشباحاً ..
نحذرُ جُدرانَ الدارْ ..
…………….
واليومَ وقد صِرنا تَبَعَاً ..
أَسْلَمَنا اللصُّ وباعَ الدارْ ..
والشاري جلادٌ آخرُ ..
عَاثَ فَسَادَاً واسْتِكبَارْ ..
نَهَبَ الأخضرَ واليابِسَ ..
دَاسَ على أَصْلِ كَرامَتِنا ..
لم يُبقِ لنا غيرَ دَمَارْ ..
حتى الأخلاقَ فلا تسألْ ..
بِيعَتْ في سُوقِ مصائبِنا ..
يا للخِزيِ ويا للعارْ ..
…………………..
وبرغمِ فظاعةِ محنَتِنا ..
وبرغمِ بشاعةِ ما صنعوا ..
وبرغمِ الظُلمِ السائدِ فينا ليلَ نهارْ ..
ما زال اللصُّ وجلادٌ ..
يرمُقُنا والعينُ شَرَارْ ..
يأبى أن نَمضِيَ قُدُماً ..
لنلملمَ شَعْثَ مآسِينا ..
ونُعيدَ بناءَ الدّارْ ..
ونَرُصُّ الحَجرَ على حَجرٍ ..
كي نُعليَ صَرحَاً منظوماً ..
مستوياً مَرْصُوصَ الأحجارْ ..
يأتي في هيئةِ مِقدامٍ ..
مُنتصبَ الهامَةِ مِغوارْ ..
يأتي في الرّكبِ على فَرَسٍ ..
لِيَقودَ مواكبَ أحرارْ ..
لِيُحَرِّرَنا من قَيدٍ ..
هو مَنْ أَحْكَمَ قَبْضَتَهُ ..
وليُخرِجَنا من سجنٍ ..
وَهُوَ البَانِي للأسْوَارْ ..
والعَجَبُ اليومَ بأن تُبصرَ ..
من أهلِ الدارْ ..
مَنْ يَلبسُ قيدَ مهانتهِ طوعاً ..
ويُعيدُ الكَرَّةَ باستمرارْ ..
……………….
حقاً فالعُميُ بَصائِرُنا ..
لم تَعْمَى منّا الأبصارْ ..
بقلم الدكتور :عادل محمد باحميد