ابعث إليكما بما عندي حرصا على سلامة آخرتي ودنياي لان الإنسان في الدنيا يكرم بأصغريه قلبه ولسانه ، وفي الآخرة يحاسب بما جنته لسانه وقلبه ، والقلب هو جوهر الحياة في الإنسان ، فبحسب سلامته ونقائه ؛ تكون حياة الإنسان وسلامتها ونقاؤها ، وهذه الحقيقة كما تدل عليها الشواهد الشرعية تقررها النظريات العلمية والفلسفية في سائر المِلل عبر التاريخ.
ومن هنا فإنني أفتش عن أسباب صلاح قلبي ، وأسباب عافيته ؛ لأنني أدرك أنه متى امتلكت قلبًا سليما من الآفات ؛ فقد امتلكت الحياة الطيبة وأخذت بالأسباب الموصلة إلى الجنة برحمة الله .
كما أن الذنوب تمرض القلوب ، وتطمس بصيرتها ، وتعطل عقلها ، فسأحرص على تطهير قلبي بثلاثة أشياء:
الأول: بالتوبة إلى الله ، والاستغفار من الذنب.
الثاني: بالإكثار من الحسنات، فإنهن يذهبن السيئات .
الثالث: الحرص على أسباب المغفرة ، كالصلاة ، والنوافل ، والوضوء ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، والعمرة والحج ، ونحو ذلك ..
أن محل الهدى فينا هو القلب ، وأنّ هذا المحل لا يمكنه حمل الهدى إلاّ إذا كان فيه من الإيمان واليقين ما يؤهله لذلك ؛ ولهذا قال تعالى ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ .
كما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ السلامة والصلاح في الإنسان مرتبطة بصلاح قلبه فقال: { ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي: القلب}.
لساني العزيز..
عند غيبتك للناس تطعمنا لحومهم ، ويا له من لحم مر ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ ..و قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: { من يضمن لي ما بين فكيه أضمن له الجنة }، فضمان الجنة لنا مرهون بك يالساني.
وأمراضك كثيرة : الكذب ، والغيبة ، و شهادة الزور ، والحلف الكاذب ، النهش في الأعراض ، والتغامز والتلامز على الناس من ورائهم ، والعقاب شديد ، جاء في قوله صلّى الله عليه وسلّم: { وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلاّ حصاد ألسنتهم }.
يا لساني... تذكري غضب الرسول صلّى الله عليه وسلّم من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي أحب نسائه إلى قلبه عندما ذكرت أم المؤمنين صفية ، وقالت له صلّى الله عليه وسلّم: ( حسبك من صفية كذا وكذا ) تعني أنها قصيرة.. فغضب صلّى الله عليه وسلّم وقال لها رضي الله عنها: { لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته }.. أي غيرت طعمه ولونه.
فمال البعض منا لا يراعي حرمه لأحد وبالتحديد اذا كان خصما أو معارضا سياسيا أو معارضا لإدارتهم الاقتصاديه للمال العام .. البعض منا لإيابه بقتل العشرات في حادثه واحدة ، والبعض يقتل لأتفه الأسباب وشهرنا الحالي ديسمبر فيه لون الدم ساطع ومازلنا في الثلث الأول منه ، اللّهم بلغنا تمامه بلياليه وأيامه ، و أحفظنا من أصحاب القلوب التي نزعة الرحمة منها ، و أحفظ بلدنا من شرور ألسنتهم الإعلامية المليئة بالكذب والبهتان ..
بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه