* - ان تطور ورقي أي مجتمع بات يقاس بدرجة التطور الثقافي والاجتماعي للمرأة ومساهمتها الفعالة في البناء الحضاري للمجتمع . فالمجتمع الذي يصل الى احترام المرأة والتعامل معها كانسان متكامل له كامل الحقوق الإنسانية وآمن بدورها المؤثر في بناء وتطور المجتمع يكون مجتمعاً قد بلغ مرحلة من الوعي الإنساني وفهم اسس التربية الإنسانية الصحيحة والتي تتحمل المرأة الدور الاكبر فيها ، ويكون قد تخلص من التقاليد والاعراف البالية التي سادت المجتمع والتي تسحق كرامة المرأة وتضعها في مكانة اقل من مكانتها الحقيقية -
* تابعتُ باهتمام و بسعادة بالغة البرنامج الحواري النزاري الرائع – موهبة و إبداع - الذي استضاف هذا اليوم الإثنين بنتي و بنت حارتي المثقفة الواعدة : أ. فاطمة سالم - المُعيدة بكلية البنات جامعة حضرموت - و قدّم الحوار الجميل ، الأستاذة فاطمة كمثقفة واعية مُستنيرة ، تكتب الشعر باللغتين العربية و الإنجليزية ، و قرأتْ بأداء رائع و بصوت إذاعي بعض النماذج منه ، و أشارت الى تجربتها في كتابة المسرحيات في المرحلة الثانوية ، التي مُثلت على مسرح الثانوية ، و التي لاقت كل الإعجاب و التقدير و الثناء ، و سألها الأستاذ : نزار عن مساهماتها الإبداعية من خلال أثير إذاعة سيئون ، فذكرت برنامجها : رمضان و الناس ، و برنامجها الآخر : غرائب و عجائب و كتابتها لسيناريو – فلاشات توعوية – و غيرها ..
* و ترى أ. فاطمة أن البعض مازال يتفنن للأسف في بث رسائل الإحباط تجاه المرأة المُبدعة ، و يبخل البعض عليها بكلمة تشجيع و دعم و مساندة ، الا أنه يتوجب عليها رغم كل ذلك ، أن تشق طريقها بتحدّ و بإرادة قوية تتحدى المستحيل ، لتحقيق كل أهدافها و غاياتها ، و النهوض بواقعها الاجتماعي و الثقافي ، و لبناء مجتمع مزدهر ومتطور يرقى الى مستوي الامم الراقية ، على أن هناك أيضا - بالمقابل - الكثير ممن يحملون كل
الاحترام للمرأة والاعتراف بأهمية دورها كمربية وكَمَدرسة لأعداد جيل واع يعمل على بناء وازدهار الوطن ، و المؤمنين أنه لا يمكن لأي مجتمع ان يبني حضارة دون ان تساهم فيه المرأة مساهمة فعالة ..
* وأضافت يتوجب على الأسرة أن تحفـّز أبناءها و بناتها الموهوبين ، و أن تقدم لهم كل الرعاية والاهتمام ، رغم أن المجتمع مازال يتخوف من كل جديد ، و تحدثت عن تشجيع والدها و أسرتها لها ، و تناولت مواضيع أخرى بثقة واقتدار و تمكن .
* حفظك الله و رعاك يا فاطمة سالم بلسود ، و كثّر من أمثالك في حوطتنا ، لقد شعرتُ باعتزاز و فخر و فرح و أنا أتابع حديثك الشائق الرائع المؤثر ، و أبارك للبلاد و لكلية البنات جامعة حضرموت بوجود إنسانة و مثقفة رائعة مثلك فيهما ..
و ختاما .. كل التحية و التقدير ، لأخي الإعلامي المتألق أ. نزار سالم باحميد مدير مدرسة الزبيري الأساسية ، الذي مازال يفتش و يبحث و يُنقّب دون هوادة عن كل المبدعين و المبدعات ، في طول الوادي و عرضه وتشجيعهم و دعمهم معنويا و إعلاميا ، والعمل قدر المستطاع من خلال برامجه المتميزة على تثقيف المجتمع ، و محاولة تثقيف و تغيير عقليات بعض ابنائه ، لا سيما في إطار احترام المرأة واهمية دورها في بناء المجتمع وتطوّره ..
بقلم : صالح سالم عمير