كم يحز في النفس أن نرى أعضاء الجسد الواحد تتصارع و تتصدع
ولكن في كثير من الأحيان لابد من بتر الساق التي تسبب المرض الخبيث
بعد أن تبذل جميع المحاولات في سبيل القضاء على هذا المرض
صبر ، و تحمل
وصابر ، و تجمّل
إلا أن كثرة الضغط كما يقال تولّد الانفجار !
قرابة ربع قرن من الزمن
عاش اليمانيون حياةً ما كانوا يحلمون بها
كان الجميع يتأمل خيراً ، و يحلم بأن يعيش الحياة الكريمة كغيره من البشر في العالم
خيره وافر
أرضه طيبة
شعبه مسلم و مسالم
إلا أن الصراع بين الحق و الباطل ، لا يزال إلى قيام الساعة
وليس بيننا و بين قيامها إلا يسيراً كما اخبر بذلك الصادق المصدوق
و في حضرموت كان الأمر اشد وطئاً
حيث الماء و الخضرة .. و النفط يسيل
تمادى الغي من قبل أهله .. مستفيدين من الدعم المقدم من قبل بعض
حضارمة القرن الحادي و العشرين
( و ربما نكون منهم و نحن لا ندري )
و بلغ السيل الزبى
و كانت حادثة مقتل الشيخ سعد
هي القشة التي قصمت ظهر ( الحضارمة )
الحضرمي
المسالم ، الطيب ، الصبور ، المسكين
المتهم بالجبن و التراخي من قبل بعض الذين لا يعرفونه
هذا هو طبع الحضرمي
يتعامل مع الآخرين بالطيبة و المعاملة الحسنة ، و حسن الظن
منطلقا من تربيته الإيمانية و أخلاقه الإسلامية
إلا أن المكر و الخديعة يكون هو المقابل أحياناً
و الصمت و الوعود المؤجلة و المماطلة تفقد الثقة غالباً
و تأتي الهبّة !
وما أدراك ما الهبة ..
و لعل أبناء وادي حضرموت يعرفون ( الهبة : بمعناها الاصطلاحي )
و يعرفون علاجها أيضاً
الهبة الشعبية ما هي إلا تعبير عملي طال انتظاره ..
و ما يحمله المعنى من جمال ، أنه يعبر بصدق عن هوية الحضرمي ( المجردة )
حضرموت .. تجمعنا
سنتخلى عن كل انتماءاتنا و نظراتنا الحزبية الموجهة
سنتحلى بصفات الشخص ( الإنسان ) الحضرمي ، التي عرف بها بين الآخرين منذ
عهود سحيقة في الداخل و الخارج ..
كمعلم ..
كنا قد استجبنا لتلكم التعليمات القادمة إلينا من خارج المحافظة
و اضربنا لأيام عديدة حرم الطلاب فيها من التعليم .. من اجل حقوق خااااصة ،
فكيف سنكون اليوم !
كإعلامي ..
كم مرة خرقنا الطبل و أصقعنا الدنيا بالحديث عن النظااام
و الولاء ، و البراء ، و الإرهاب ،
و الأمن و الأمان ، و التحلي بالصفات الحسنة ، و حقوق الإنسان
الإنسان العربي ، اليمني ، الحضرمي
ألا يستحق أن يدق له الطبل و لو مرة واحدة !
كمثقف ..
كفانا صمتاً و تحفظا ووجوما
ربما يُفهم كلامنا على عكس ما نريد
ربما نُحسب على طرف ، و نحن لا نحب التصنيف
إلا هذه المرة أخي !
عذراً .. لابد أن تقول كلمة حق و إنصاف
فأنت الذي تجيد صياغة الكلمات لتحرك بها الشارع ( بوعي )
كمواطن ..
قم و انفض عنك غبار كلمة ( ماسيبي )
وبرهن أنك مؤمن حقاً بالقضاء و القدر ( خيره و شره )
فرصتك الآن .. لا تتخاذل ولا تتردد
الكل معك ، من اجلك أنت !
بيتك يحترق !!
كأم .. حفزي ابناءك و أحيطيهم بدعواتك المباركة
كزوجة .. ادفعي بزوجك نحو ميادين ( التعبير )
كفتاة .. كوني إلى جوار أخيك وازرعي فيه الأمل ،
و أنا لا ادعوك للخروج إلى الميدان ، كلا ..
بل تمسكي بعفتك و طهارتك ولا تنسي أنك حضرمية
رمز العفة و الطهر و الإيمان .. فالزمي بيتك وقومي بواجبك
كن من تكون !
فلابد أن تكون لك بصمة
وكل إناء بالذي فيه .. ينضح !
بقلم : نزار باحميد