في يوم من الأيام قدم القيادي الأشتراكي محمد حيدره مسدوس مشروعا لأنقاذ مسار الوحدة اتهم على أثرها بأنه يمهد للأنفصال وأن الرجل قدحن للماضي التشطيري التسلطي لم تكن التهمة موجهة من طرف معين بل تبنتها كل النخب السياسية وإن كان نظام صالح قد تولى كبرها واليوم أطل علينا القيادي الأشتراكي د. ياسين سعيد نعمان نائب رئيس الحوار الوطني والذي يفرض على من عرفه احترامه لما يمتلكه من خبرة سياسية وولاء وطني ورؤية تنسجم والواقع ومهما ما قد يقال عنه بعد تقديمه لرؤيته حول شكل الدولة في إطار حل القضية الجنوبية التي تضمنت إقليميين في إطار دستور واحد ويمن موحد من شمال الشمال إلى جنوب الجنوب مبررا هذه الرؤية التي كان يفترض على التكوينات السياسية دراستها وإبداء الرأي حولها تحويرا أو تعديلا أو حتى استبعادا دون رمي التهم أوتبني الأحكام المطلقة ضد هذه الشخصية الوطنية التي مرت بمنعطفات تاريخية واجتازتها بعقلية وحدوية لم يستطع فكاكها النظام السابق الذي يعد المسبب الرئيس لكل الأزمات في لحظتنا الحاضرة وهذا ليس دفاعا عن د. ياسين فلديه من التاريخ السياسي ما يمكن أن يدحض عنه الشبهات ولكنني أخوف ما أخافه هو أن تأتي اللحظة التي نبحث عن حل كهذا فلا نجده أو أن نجد أن العوامل الاجتماعية والسياسية لم تعد أرضية مناسبة له .. في الوقت الذي يدرك فيه السياسيون في هذا البلد حجم الدور لبعض الدول التي تتبنى مشاريع تفكيكية وإضعاف أطرافا سياسية بعينها وهي لم تعد خفية ..
أن أخطر ما نواجهه اليوم هو التمترس خلف المواقف والأراء واعتبارها مقدسة لاتحتمل الأخطاء واعتبار ما يطرحه الأخرون خطأ لايحتمل الصواب اهذه العقلية المتسلطة هي التي ستؤدي إلى نجاح المشاريع الصغيرة التي يراد فرضها في اللحظة المناسبة أقولها بقناعة شخصية -وقد أكون مخطئا- اعصبوها برأس هذا الرجل وحاوروه وناقشوه في رؤيته حتى لايخسر اليمن واليمنيون هذه القامة السامقة في سماء السياسة اليمنية.. ارفضوا العقلية المستبدة التي عانى اليمنيون منها لعقود عديدة واليوم تنتج نفسها من جديد متلبسة ثوب الحرص على اليمن وتتباكى على وحدة أراضيه التي لم تؤمن بها أبدا في سيرها السياسي وفرضت التشطير النفسي والاجتماعي بين ابناء الشمال والجنوب واليوم تتغنى بوحدويتها المزعومة التي نعلم كذبها جميعا لأننا نعلم علم اليقين من يقف خلفها من القوى الأقليمية التي تهدف إلى تعطيل نجاح الحوار الوطني في بلد كل أمانيه أن يلتئم جداره المتصدع الذي يكتنف آمال وأحلام اليمنيين جميعا في الجنوب والشمال على حد سواء.. علينا جميعا مثقفين ،سياسيين،أكاديميين،ومعنا كل فئات المجتمع أن نفوت الفرصة على المتربصين بهذا البلد وامنه واستقراره المنشود وأن نعمل العقل ونوازن بين المصالح والمفاسد فشرعنا يولي أهمية لهذا المفهوم فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح وهذا يلزمنا جميعا أن نتنازل لبعضنا فيما لايمس بالمصلحة العلياء لهذا البلد وأبنائه .
بقلم الاستاذ الدكتور : محمد أبوبكر شوبان