في اليمن اسم جمهورية واسم دولة ولكن الباقي الله كريم ، إذا أصابك مكروه لا قدرة الله لا تتجه إلى الدولة فإنها ستقول لك الله كريم ، وإذا وقعت في مطب خارج الحدود سيقولون لك من باب أولى الله كريم ، الدولة عندنا غير مسئولة عن أي شي الغلاء والأمن والموت والحياة والبؤس والسعادة ، لا تقع عليها أي مسؤولية تجاه الشعب فلا تتعب نفسك في الأحلام وتحلم فلن تحقق لك حلمك الذي طالما حلمت به بل هي التي تتجه إلى الناس وتقول لهم حق الله يا محسنين .
في أزماتنا المستمرة منذُ تأسيس الجمهورية والى اليوم كان منطق الدولة مع المواطن ( الله كريم ) الله يفتح علينا وعليكم يا ابني ، كانت ولا زالت الشحاته بالنسبة إلى الدولة من أبواب الرزق أو لنقل من أبواب الموازنة العامة للدولة وهي تحتل البابين الأول والثاني من بابي الموازنة وهم باب القروض والمنح والمساعدات الخارجية .
تعتبر الجمهورية اليمنية أكثر دول العالم استهلاكاً للمساعدات الدولية فمع كل نكبة تقع بشعبنا المغلوب على أمره سواء كان من الحروب أو من الكوارث الطبيعية نجد الجمهورية اليمنية اول ما تتجه ، تتجه إلى العالم الخارجي سواء كان الأوربيون أو الأمريكان واليابانيون والخليجيون فتنهال المساعدات الدولية على الدولة من كل حدب وصوب وتقدر بمليارات الدولارات غير إن هذه المساعدات لا يوجد لها أي تأثير على الفقير والمسكين والمتضرر التي أتت من اجله المساعدات ولا يوجد لها أي أثر على ارض الواقع لا في المشاريع ولا في البنى التحية من خدمات ومدارس وطرقات ومستشفيات وصرف صحي .
مع سيل المساعدات والمنح الدولية نجد علاقة الدولة مختلفة تماماً مع المواطن فتعامله على قاعدة ( الله كريم ) أي ليس باليد حيلة مع إننا نعرف حق المعرفة إنها استلمت المليارات باسم الشعب والكارثة وتذهب كل تلك المليارات في جيوب إخطبوط الفساد من داخل وخارج الدولة ، الفساد في اليمن تعدى الأرقام والخيال فمهما دار بخلدك من أرقام النهب والاختلاس للمال العام تأكد إن واقع الفساد أكثر من ذلك بكثير وهو فوق ما تتخيل وما لم يخطر على قلب عاقل .
بقلم : سالم باراس