الأمل هو انشراح النفس في وقت الضيق والأزمات؛ بحيث ينتظر المرء الفرج واليسر لما أصابه ، والأمل يدفع الإنسان إلى إنجاز ما فشل فـيه من قبل ، ولا يمل حتى ينجح في تحقيقه.
والأمل يدفع الإنسان دائمًا إلى العمل ، ولولا الأمل لامتنع الإنسان عن مواصلة الحياة ومجابهة مصائبها وشدائدها ، ولولاه لسيطر اليأس على قلبه ، وأصبح يحرص على الموت ، ولذلك قيل: اليأس سلم القبر، والأمل نور الحياة.
والأمل والرجاء خلق من أخلاق الأنبياء ، وهو الذي جعلهم يواصلون دعوة أقوامهم إلى الله دون يأس أو ضيق ، برغم ما كانوا يلاقونه من إعراض ونفور وأذى ؛ أملا في هدايتهم في مقتبل الأيام.
شعرنا نحن أهل حضرموت منذ زمن بعيد بالظلم والتهميش غير أن إرادتنا وعزمنا كانت ضعيفة فترة طويلة من الزمن ونفضنا الغبار عن أنفسنا في ديسمبر 2013م وبداء الأمل وهو نور الحياة يلوح أمام ناظرنا ، ولهذا أفصحنا أولا بالكلمة ، ثم بالحركة ، لنشعر القاصي قبل الداني ، أننا لسنا الذين يهزمنا اليأس ، ولكن لابد من طول البال وسعة الأفق والنفس الطويل ، وهذا بالطبع بحاجة إلى لياقة ذهنية والاستفادة من تجارب الآخرين ، والذي لا يدرك كله لا يترك جله ..
توافقنا على كشف المطالب واختلفنا على وسائل وطرق تحقيقها ، وفي الفترة السابقة بعد أن بداءت الهبة الحضرمية رأينا كثير ممن عادونا بالأمس يتقربون منا اليوم للأخذ بأيدينا وبتقديم النفيس من أموالهم لشراء ما يرونه طيب لتحقيق مطالبنا ونراه نحن الحضارم خطرا يهددنا ويهدد امن حضرموت ومستقبلها ..
لذا يتوجب على قبائل حضرموت ولو بالعدد المعقول الاجتماع في وادي نحب أو أي مكان أخر مرة أخرى وتقييم نتائج الهبة ميدانيا وسياسيا و تقييم مقدار النجاح والفشل وتصحيح ما اعوج فيها والبناء على مواقع النجاح وتطوير أساليبها والاستفادة من الطاقات المجتمعية لان الذي تفاعل قليل والذي بقي هو الا كثر .. وليكون الأمل ديدننا في هذه الفترة لانه.. لولا الأمل لما تحققت كل الإنجازات التي وصلت إليها البشرية ، لأن المخترع لم يتمكن من تحقيق إنجازه من أول مرة في أغلب الأحيان ، وإنما حاول تحقيقه مرة بعد مرة دون يأس أو ملل ، ولذلك قيل: الأمل يُنَمِّي الطموح والإرادة ، واليأس يقتلهما.
فليحرص المسلم منا على الأمل في كل جوانب حياته ، ولْيتمسك به مثل تمسكه بالحياة ، ولا يستسلم لليأس والقنوط أبدًا.. وصدق من قال لا يضيع حق وراءه مطالب ..
بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه