نعيش في وطن لا يهتم بالمبدعين ولا يلقي لهم بالا ولا يجدون من يهتم بهم سوى بعد رحيلنا عن دنيانا الفانية ليظهر لنا من يتذكر بإقامة مناسبة أو تسمية منشأة باسمه وهو في أمر لن يضيف جديداً له وخصوصا وان التذكر كان بعد الرحيل بينما كان في حياته ينتظر من يقوله له أحسنت وهكذا رحل عنا كثير من المبدعين وفي قلوبهم حسرة على ذلك وكثير منهم لازال يعيش بين ظهرانينا ينتظر منا لمسة وفاء أو تفريج كربة بعد أن ضغطنا آسفين عليهم ورمينا بهم إلى سلة المحذوفات سوى كان تعمدا أو إهمالا فالأمر سيان .
قائمة طويلة من المبدعين في الجانب الرياضي قدموا الكثير لرياضة حضرموت مابين لاعبا وإداريا وحكما وإعلاميا بعضهم رأينا من حوله تنكروا له وعلى قول المثل ( أخذوه لحما ورموه عظما ) فهنا تجده إحساسه بالمعاناة يتضاعف لان اقرب الأقربين والمقربين ساهموا في الوصول إلى ماوصل إليه من أوجاع ومع أني اكبر في كثير من الرياضيين أنهم يموتون واقفين تمنعهم عزة أنفسهم من التسول أو استجداء احد رغم أن هذا من ابسط حقوقهم لكن مصيرهم أنهم في وطن لا يعرف ما معنى الإبداع وكيف يتم الاهتمام بالمبدعين فانزوى أكثرهم بعيدا عن ذلك وظلوا يراقبون الوضع عن كثب .
اكتب هذا المقال بعد أن وجدت زميلي العزيز صلاح العماري كتب على صفحته على الفيس بوك منشورا عن الكابتن يسلم بامؤمن شيبوب وكذا بعد عن علمت بتجدد آلام إصابة زميلي النشيط فهمي باحمدان ومعاودة الآلام مع انه يتحمل ذلك منذ 2007 وهو صابراً تجده في أي فعالية رياضية حاضرا بقلمه وكاميرته ينقل الحدث صورة وكلمة .
عموما أتمنى من مسئولي حضرموت وخصوصا الرياضيين منهم تخصيص جزء ضمن أجنداتهم للاهتمام بالمبدعين و إيلاءهم جزء من العناية لان هؤلاء من بني جلدتنا ويستحقون منا أن نقدم لهم بصيص شكر وفاء وعرفانا نظير ماقدموا من جهود لا أن نتنكر لهم وندير لهم ظهورنا وتسجيل مواقف مخزية بحق هؤلاء المبدعين ودمتم سالمين .
بقلم : يوسف عمر باسنبل