حضرموت اليوم / متابعات:
شدد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي على أهمية التمسك والدعوة للإسلام الصحيح بلا زيادة أو نقصان، وحث على الاجتهاد في الدعوة لغير المسلمين، وتعلم اللغات الأجنبية لتبليغ كلمة الله سبحانه وتعالى إلى العالمين.
وفي كلمته الختامية لملتقى تلاميذ القرضاوي مساء الأحد، قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "نحن لا نريد أن نزيد في الإسلام ولا نريد أن ننقص منه"، وانتقد أناسا "ينقصون من الإسلام ويريدون عقيدة بلا شريعة، ودينا بلا دنيا، ودعوة بلا دولة، وسلام بلا جهاد، وزواج بلا طلاق".
كما انتقد أناسا آخرين يريدون أن يزيدوا في الإسلام بالمبتدعات التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار".
وشدد الشيخ القرضاوي على أهمية أخذ الإسلام كما شرعه الله عز وجل، بلا زيادة أو نقصان، وحث تلاميذه على التمسك بالإسلام الصحيح، وحسن فهمه، وتعليمه للأمة، ونبه إلى ضرورة اقتران فهم الإسلام بالإيمان به وتطبيقه والعمل به، والدعوة إليه.
أمانة الإسلام
وقال إن كل مسلم مطالب بالدعوة للدين الذي يؤمن به بقدر ما يستطيع، عملا بقول الله تعالى: "وَلتَكُن مِّنكُم أُمَّةٌ يَدعُونَ إِلَى الخَير وَيَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَـِٰٕٓكَ هُمُ ٱلمُفلِحُونَ"، وتمنى من الأمة الإسلامية أن تجتهد جميعا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وذكر أن كل من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد أن يدعو إلى الله على بصيرة وهدى، ونصح تلاميذه بالتآخي في الإسلام، وأن يشعروا بأنهم إخوان يقومون برسالة ومهمة واحدة، وحثهم على التواصل فيما بينهم بصفة مستمرة، من خلال المراسلات البريدية والاتصالات الهاتفية.
وحث على الاجتهاد في تبليغ الإسلام لغير المسلمين، لافتا إلى أن عدد البشر في العالم قارب من المليار الثامن ومعظمهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام، وبعضهم يعرف عن الإسلام أشياء غير حقيقية، ولا بد من تصحيحها.
الإسلام للعالم
وأكد القرضاوي أن الإسلام دعوة عالمية، مشيراً إلى أن في القرآن عشر آيات تؤكد عالمية الإسلام، منها قوله تعالى: "ذكرى للعالمين"، وقوله سبحانه: "ليكون للعالمين نذيرا"، وقوله سبحانه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وذكر أن الإسلام رحمة عامة لكل البشر، لا ينبغي أن يُحرم منها أحد. وقارن بين اجتهاد المنصرين في نشر الإنجيل في العالم، بمئات اللغات واللهجات، وتقاعس المسلمين عن نشر القرآن وعجزهم حتى الآن عن إصدار طبعة علمية عالمية مأمونة لمعاني القرآن بالإنجليزية، أكثر لغات العالم انتشارا.
ودعا لأن يكون للإسلام دعاة يجيدون كل لغات العالم، مشددا على أنه لا يجوز أن تكون هناك لغة ولا يوجد دعاة مسلمون يتكلمون بها، ويترجمون مبادئ الإسلام للناطقين بها.
وقال: "لا يصح أن نظل نتحدث عن الإسلام وندعو إليه باللغة العربية في عالم أكثر أهله لا يعرفون العربية"، وأبدى الشيخ القرضاوي أسفه لأن مئات المسلمين يستجيبون لمن يدعوهم للاستشهاد في سبيل الله، بينما لا يستجيب عشرات المسلمين لتعلم اللغات العالمية من أجل الدعوة لدين الله، وإبلاغه لخلق الله باللغات التي يتحدثون بها.
وقال: "لو دعونا عشرة في الشهادة في سبيل الله لجاءنا مئة، ولو دعونا عشرة للتخصص في اللغات الأخرى ويذهبون للدعوة في بلد غير بلادهم، ما وجدنا أحدا"، ودعا لتجنيد عدد من أبناء المسلمين ممن يتكلمون بلغات العالم وينشرون الإسلام باللغات العالمية.
دين جامع ونبي خاتم
وأكد القرضاوي أن الإسلام دين عظيم ختم الله عز وجل به الأديان، وجمع رسالات الأنبياء السابقين في كتاب واحد هو القرآن، كما جمع مكارم الأنبياء وشخصياتهم في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن الله عز وجل جمع في القرآن الكريم كل ما نزل في الكتب السماوية السابقة، كما جمع في محمد صلى الله عليه وسلم كل ما تفرق في الرسل جميعا.
ونبه إلى أن الإسلام دين الأنبياء جميعا، حيث بعثهم الله عز وجل بدين واحد هو الإسلام، واستشهد على ذلك بقول الله عز وجل: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ".
وذكر أن القرآن كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "كان خلقه القرآن".
وأوضح أن القرآن الكريم يجمع كل مكارم النبوات، وكل مكارم الأخلاق التي جاءت بها النبوات جميعا.
ودعا الشيخ القرضاوي تلاميذه للتمسك بالإسلام وجمع الأمة عليه، وتربية أبناء المسلمين على فضائل الدين.
وطالبهم بالدعوة لفهم الإسلام، مشيراً إلى أن كثيرا من المسلمين لا يفهمون الإسلام حق فهمه، ويظنون أن الدين مجرد عبادات، وقد لا يحسنون العبادات.
وشدد على أهمية الدعوة للإسلام الصحيح، بأن يؤدي المسلمون شعائر دينهم بحسن فهم وحسن تطبيق كما يحب الله عز وجل.
وقال لتلاميذه: نحن مطالبون بأن نصحح عبادات الأمة ومعاملاتها وعقائدها حتى تطبق الإسلام الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار القرضاوي إلى أن كثيرا من المسلمين ما زالوا يعيشون في الخرافات ويصدقون الأساطير.
أيام طيبة
ووصف الشيخ القرضاوي فترة انعقاد الملتقى بأنها كانت "أياما طيبة كلها علما وعملا وتدارسا وفهما وإخاء من أجل الإسلام، وإعلاء كلمة الله، ونصرة شريعة الله، وتمكين دعوة الله في الأرض".
وقال: "كنا مع الله في هذه الأيام نتدارس كتابه، وسنة وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم"، واعتبر كل من شارك في الملتقى "من أحباب الله عز وجل، وأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به وعزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه".
وشكر المشاركين في الملتقى على حضورهم، وتحملهم مشاق السفر من مسافات بعيدة.
وذكر الشيخ القرضاوي أنه "حرام علينا أن نرى البشر يقاتل بعضهم بعضا ويعمل بعضهم ضد بعض، ويتعاونون على الإثم والعدوان لا على البر والتقوى والخير"، وتحدث حزينا عما حدث للثورات العربية من كيد الكائدين وتربص المتربصين مقسما بأن من قاموا بتلك الثورات "لم يريدوا دنيا ولا حكما، وإنما أرادوا نصرة الإسلام وإقامة الحق والعدل ونصرة المستضعفين والمظلومين".
ودعا بالنصر للمستضعفين في الأرض وأن يعود إليهم حقهم، وأن يأخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر.
الشكر لقطر
وقال العلامة القرضاوي إنه وقف مع قطر، لأنها "تنصر الحق وتقوم بواجبها"، مشيراً إلى أنها "تتعرض لضغوط".
ودعا المولى سبحانه وتعالى أن يشد أزر قطر وأن يحرسها، وأن يجزي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد والأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحكومة قطر وكل من يعمل لخير المسلمين وخير الشعوب، خير الجزاء، وسأل الله أن يحميهم وأن ينصرهم على أعداء الله وأعدائهم.
ودعا الله عز وجل أن يهدي الضالين، ويرد الظالمين إلى العدل والحق، "وإذا لم يستجيبوا يأخذهم أخذ عزيز مقتدر".
وناقش الملتقى على مدى 5 أيام 40 بحثا وورقة عمل حول "المنهج الدعوي للإمام القرضاوي"، بمشاركة كوكبة من الباحثين والأكاديميين من دول عربية وإسلامية وأجنبية.