إن القلب أمره عظيم وتُعتبر أعمال القلب من أعظم الأعمال لذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَلا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلَّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ).
(إن الإيمان في القلب فإذا زال عمل القلب زال الإيمان لأن الإيمان كما عرفه الحسن البصري رحمه الله لقول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان).
صلاح القلوب أساس صلاح الشعوب قال العز بن عبدالسلام رحمه الله: (صلاح الأجساد موقوف على صلاح القلوب، وفساد الأجساد موقوف على فساد القلوب).
صلاح القلب صلاح للإنسان، صلاح القلب صلاح للسان، صلاح القلب صلاح للعينين والرجلين واليدين، صلاح القلب صلاح للأسرة والمجتمع والدولة والعالم، إذا صلح القلب ستصلح الأعمال والأقوال.
تجد أحدهم يقول لك قلبي طيِّب وعندما ينطق بلسانه و ويتلفظ بكلامه يخرج منه السب والشتم والهمز والغيبة والنميمة والكذب والبهتان، هل هذا يصدر من إنسان قلبه طيِّب ؟ وإذا رأيت أعماله تجدها فاسدة وأخلاقه سيئة، فهل صاحب القلب الطيِّب يعمل هذه الأعمال السيئة ؟ إذن نستنتج من ذلك أن ما في القلب يخرج في الأقوال والأفعال والتصرفات، لذلك إذا صلح القلب سيصلح العمل.
أعمال القلوب من أهم الواجبات ومن أعظم الطاعات فهي واجبة في كل وقت وعلى جميع المكلفين كما قال العلماء.
عندما جاء الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له آمنَّا كما حكى ذلك قوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ...)، فمن شروط الايمان الاعتقاد في القلب ، و مراتب الدين ثلاثة: الإسلام والإيمان والإحسان.
فإن المنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعملون أعمال المسلمين ولكن قلوبهم تحمل عقيدة مخالفة لذلك فكان عقابهم الدرك الأسفل من النار.
على الإنسان أن يعتني بقلبه وينظفه من كل شائبة ومن كل خصلة قبيحة كالحسد والحقد والبغض والكراهية وسائر الشهوات والشبهات ويحليه بكل خصلة جميلة كالقرآن ومحبة الرحمن والتوكل والإنابة والرجاء والخوف ومحبة المؤمنين واليقين.
لأن الأعمال القبيحة قد تدخل على قلب الإنسان فتؤدي به إلى نار جهنم والعياد بالله هنا تأتي خطورة القلب، مرض القلب العقائدي أعظم من مرض القلب الجسدي، فعلى المسلم الاهتمام بقلبه فيحليه بالطاعات والقربات ويخليه من الشبهات والشهوات.
بقلم: محمد سعيد باوزير