راشيل كوري شهيدة الإنسانية

قبل أحد عشر عاماً كانت جرافات الاحتلال الإسرائيلي تسير على جسد المتضامنة الأمريكية " راشيل كوري"، لكنها في الحقيقة كانت تدوس على ضمير الإنسانية وتقتل ما تبقى من كرامة وعدالة دولية، ماتت "راشيل" لتعلن بوفاتها وفاة أي أمل في العدالة الدولية.

لقد كتب القدر لراشيل كوري تلك الفتاة الأمريكية الجميلة التي جاءت إلي فلسطين لتقف بجسدها النحيل أمام الجرافات الاسرائيلية في محاولة يائسة لتذكير العالم بواجباته الإنسانية والأخلاقية تجاه شعب يتعرض للظلم والقتل منذ عرف الاحتلال عام 48م، لكن هذا العالم تجاهل كل صرخات الشهيدة الشقراء ليختفي الصوت تدريجياً تحت جنازير الجرافة الاسرائيلية التي داست على جسدها الضعيف لترحل عن العالم وهي تلعن إنسانيتهم الظالمة.

لقد رحلت راشيل ليختلط دمها بدماء آلاف الشهداء والجرحى الذين قتلتهم إسرائيل أمام نظر وسمع العالم لترفرف روحها فوق سماء فلسطين إلي جانب الشهداء محمد الدرة وإيمان حجو ومحمود الجرو وغيرهم تمطر رحمات على شعب محاصر يبحث عن الحرية والكرامة، وتمطر غضباً وذلة على عالم لا يعرف من الإنسانية إلا اسمها.

راشيل شهيدة استثنائية بكل المقاييس تركت ترف العيش في أمريكا والتحقت بحركة التضامن العالمية (ISM) وسافرت لقطاع غزة أثناء الانتفاضة الثانيه حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة.

راشيل عاشت للإنسانية وعاشت الإنسانية فيها تعود ذكراها اليوم لتذكر كل الأحرار في العالم بواجبهم الإنساني حول ضرورة الحفاظ على أدمية الإنسان ووقف القتل والإرهاب الذي يمارس بحق الإنسان في كل مكان في العالم، وسط استعلاء واستكبار الدول الكبرى وتماديها في القتل والإرهاب في العالم.

تتزامن الذكرى اليوم وغزة لا زالت محاصرة منذ ثمانية أعوام، ومعزولة عن العالم في انتهاكات صارخة لكل الأعراف والقوانين الدولية، فيما يعاني السكان في القطاع أبشع أنواع العقاب الجماعي الذي ترتكبه اسرائيل بحقهم دون ذنب.

سلام على روحك "راشيل كوري"، وعلى الإنسانية السلام

 بقلم : أدهم أبو سلمية

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص