بينما يتواصل اغلاق معبر رفح نحو ما يزيد عن شهر وأكثر ، ويتزايد الخناق على الفلسطينيين بهدم الأنفاق التي يعتبر مصدرهم الوحيد لإيصال الغذاء و الوقود عند اغلاق المعابر في وجوههم ، ورغم ماتعانيه غزة من أزمة خانقة في الكهرباء مما يؤثر ذلك على المرضى في المستشفيات و العيادات ، والعالم يتفرج في صمت مهيب ، إلا أن غزة سطرت أعظم الصمود ، وأروع صور الثبات ، رغم تعرضها مؤخراً لقصف عنيف بالطائرات الاسرائيلية في غزة إلا أن أكثر من مليون ونصف في غزة صامدون في هذه اللحظات فوق الأرض وفي الوقت ذاته أكثر من خمسة مليون صهيوني يختبؤن تحت الأرض في الملاجئ ، نعم انها غزة رمز العزة و أرض الصمود و مقبرة الغزاة .
بينما المسلمون والعرب مشغولون بالصراعات و الخلافات الداخلية التي يحاول أعداء الاسلام أن يشعلوها بينهم ، بدلاً من أن تتوحد الأيادي و تتظافر الجهود ، وتتراص الصفوف .
يحاول العدو الصهيوني في غزة و فلسطين الى اركاع المسلمين في حصار غزة وتجفيف منابع المياه ويؤكد كلامي تقرير الأمم المتحدة في نوفمبر الماضي أن المياه الصالحة للشرب سوف تجف من قطاع غزة بحلول الخمس سنوات المقبلة ، وأن سكان غزة يتهددهم العطش جراء نفاد المياه الصالحة للشرب ، وارتفاع نسبة الملوحة في مياه الآبار.
ورغم ذلك مازال الشعب الفلسطيني صامداً واعياً و متمسكاً بخيار المقاومة و النضال من أجل استقلال أرضه المحتلة لا يضرهم من تآمر عليهم أو خذلهم ، كما جاء في الحديث النبوي رواية مسلم : (َ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) . وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ).قال الشيخ عبدالله الحاشدي عن الطائفة المنصورة ( إن لم تكن حماس فمن ؟ ).
وقال الشيخ محمد صالح المنجد ( في هذه الأحاديث دليل على أن جل الطائفة المنصورة يكون بالشام في آخر الزمان، حيث تكون الخلافة هناك، ولا يزالون هناك ظاهرين على الحق، حتى يرسل الله الريح الطيبة، فتقبض كل من في قلبه إيمان؛ كما تقدم في الأحاديث الصحيحة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) . وقال معاذ : (وهم بالشام) .
فأما في زماننا وما قبله؛ فهذه الطائفة متفرقة في أقطار الأرض كما يشهد له الواقع من حال هذه الأمة منذ فتحت الأمصار في عهد الخلفاء الراشدين إلى اليوم، وتكثر في بعض الأماكن أحياناً، ويعظم شأنها، ويظهر أمرها؛ ببركة الدعوة إلى الله تعالى وتجديد الدين.
" انتهى من "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة"(1/332) للشيخ حمود التويجري رحمه الله.
وقد استطاعت المقاومة كسب تأييد الشعب الفلسطيني الذي آمن أن الحل لاستعادة الأرض المحتلة هو الجهاد و المقاومة فقد ولى عهد المفاوضات الذي لم يجد نفعاً غير الاستسلام للاحتلال ، فمهما فعل العدو الصهيوني من محاولات بائسة وفاشلة في اركاع الشعب وإجباره على الاستسلام .
وأكد خالد مشعل في آخر تصريح له عبر الاعلام : " أن الشعب الفلسطيني لم ولن يوقف مسيرة الجهاد والمقاومة ، إلاّ بتحرير كل فلسطين من بحرها إلى نهرها ، ومن شمالها حتى جنوبها ، وحتى تعود القدس حرّة ودرّتها المسجد الأقصى المبارك ، ويعود اللاجئون والأسرى في السجون الصهيونية إلى أرض الوطن ، وإن شاء الله سيتحقق ذلك قريباً".
لقد وصل صيتها الى كل بقاع الأرض فقد قال الشيخ وجدي غنيم : ( زرت نيجيريا في منطقة في العمق الافريقي ومن أبعد ما يكون عن التقدم ، وجدت مسلمين فقراء جدا جالسون على الأرض فلما وصلت هتفوا جميعا : " قال القائد اسماعيل ..لن نعترف بإسرائيل "!! ) ، لله درك يا حماس كم رفع الله ذكرك و سخر لك من عباده من يدعون لك بالنصر و الثبات !!
ووصف الداعية الكويتي الدكتور طارق السويدان، حماس بأنها شرف الأمة ورأس الحربة ضد أعدائها الصهاينة ، ومن يقف ضدها يصطف معهم .
بقلم : محمد سعيد باوزير