حضرموت اليوم / سيئون / أحمد سعيد بزعل:
فقدت الساحة الفنية على صعيد اليمن عامة ومحافظة حضرموت خاصة الفنان والشاعر الكبير أبوبكر عبدالله علي التوي الذي يعتبر علم من أعلام الفن والغناء وأحد الفنانين الذين قدموا خدمات جليلة لبلادهم في مجال الفن الموسيقي والغنائي والشعري طوال نصف قرن من الزمن الذي وافته المنية صباح اليوم الاثنين بدولة الإمارات العربية المتجددة بعد مرض عضال ألم به عن عمر ناهز ( 75 ) عاما .
وبهذا المصاب نعت قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ومكتب وزارة الثقافة والاتحادات الأدبية والفنية والفرق الموسيقية بوادي حضرموت ومنتدى شبام الثقافي الفقيد التوي وأشادت بيانات النعي بإسهامات ومناقب الفقيد الفنية وعطاءاته المتنوعة ، وبخاصة في مجال الشعر الغناء واللحان , إذ تغنى في شعره بالوطن والإنسان , فضلاً عن مشاركته في العديد من الفعاليات الثقافية والفنية على مستوى الوطن وخارجة .
فالفقيد من مواليد مدينة شبام في محافظة حضرموت عام 1939م له من الأبناء سبعة منهم ثلاثة ذكور وأربع بنات حيث ردد اباونا وأجدادنا بكلماته وانغامة الجميلة (للعشق معنى وفــن .... قال ابوبكر التوي خلي قتلنا بالتهنتاك ) وهي من الأغاني المشهورة التي لازالت تتغنى بها الفرق الموسيقية اليمنية وتذاع إلى يومنا هذا في الإذاعة والتلفزيون وظلت تلك الأغنيات رموزا وعنوانا لذلك الشاعر والفنان المبدع الكبير ابوبكر عبدالله التوي الذي أبحر بنا مع أنغام الوفاء وحنين الأوتار.
غادر فقيدنا مدينة شبام متوجها إلى عاصمة محافظة حضرموت مدينة المكلا ولألحق بشقيقه الفنان صالح عبد التوي وعمرة (13 سنة) وتعلم وأحسن تربيته وعندما بلغ عمره 15 سنة، طلب التحاق بفرقة الموسيقى السلطانية عام 1952م وكان قائدها آنذاك (ديسوندي) من أصل هندي وهو مؤسس للفرقة ونظمها بالنوتة، وفيها سنحت له الفرصة لأتعلم العزف على آلة (الكلارنيت) و(السكسفون) والآلات الإيقاعية الأخرى , كما غنى التوي للمرأة والفلاح وللثورة والوحدة إضافة إلى مشاركاته في حفلات أعياد الثورة كما كانت له مشاركة في ثورة 23 يوليو المصرية مع زميلة الفنان الراحل محمد سالم بن شامخ بحضور زعيم الثورة المصرية الراحل جمال عبدالناصر وذلك بمدينة الإسكندرية المصرية
هاجر التوي إلى أبوظبي عام 1974م بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي كان يمر بها جنوب الوطن آنذاك وقد سافر الفنان أبوبكر التوي إلى أبو ظبي بعد حصوله على تأشيرة عمل، وفور وصوله إلى أبوظبي التحق بالفرقة الموسيقية لشرطة أبوظبي وقام بعزف وتأليف عدد من المارشات العسكرية وكان مدرب الموسيقى الأول بالفرقة الموسيقية لشرطة أبوظبي حتى تقاعد ونتيجة لدوره المتميز مع الفرق كُرم من قبل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بوسام «الخدمة المخلصة» كما منح شهادة تقدير من قائد فرقة موسيقى أبوظبي العقيد حارب سعيد الكعبي,
وفي عام 2006م عاد الفنان أبوبكر التوي إلى أرض الوطن بناء على دعوة تلقاها من الأستاذ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة (السابق) ليحل ضيفاً على الوزارة وقد حظي باستقبال رسمي وشعبي كبير أثناء زيارته لبلاده اليمن وأدهشه التطور الهائل الذي أحدثته الوحدة في جميع المجالات وعند وصوله إلى مدينة المكلا فوجئ بالتطور العمراني الذي شهدته المدينة ولفت انتباهه خور المكلا ,
الأستاذ خالد عبدالله الرويشان - وزير الثقافة السابق قال عن الفنان التوي أثناء تكريمه له عام 2006م : (أبوبكر التوَّي عندما يطل، تظل معه شامخات اليمن، كأن اطلالته ضحكة أفق، ومهرجان محبة، على هديل صوته تعزف أنسام وادي حضرموت تقاسيم الحنين، وثمة وردة وحيدة تنثر رحيق قلبها ، عندما تسمع صوته، يغسل الأيام من أحزانها، بضحكة طفل، وتلويحة وعد، وإشراقه نسيان».
كما قام الشاعر والفنان أبوبكر التوّي بتأليف عدد من القصائد الغنائية أشهرها: قال أبوبكر التوي ( خلي قتلنا بالتهنتاك، عسى المولى يعين الصابرين، ورد في البستان يا ما أحلاجنا الطف يالطيف، تنعمنا بوحدتنا، جيت ظميان باشرب قالوا أهل المكلا كل وادي شرب ماه ) وغنى قصائده الغنائية العديد من الفنانين اليمنيين أشهرهم الفنان الكبير المرحوم محمد جمعة خان، الفنان الكبير المرحوم محمد سعد عبدالله. الفنان المرحوم محمد سالم بن شامخ، الفنان الكبير كرامة سعيد مرسال، الفنان مفتاح سبيت كنداره.
وحاصل على عدد من الأوسمة والشهادات التقديرية منها ( وسام الإخلاص من سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان) و( سام وزارة الثقافة من الأستاذ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة السابق) و( سام محافظة حضرموت من الأستاذ عبدالقادر علي هلال - محافظ حضرموت السابق ) و(شهادة تقديرية من قائد شرطة أبوظبي) ومن أهم أعماله الموسيقية (السلام الجمهوري لجنوب الوطن)و(المارشات العسكرية لشرطة أبوظبي).