لقد بناء الإسلام المجتمع بناء صحيح تشابكت فيه لبنات البناء واصل أجزاءه بحبل متين ، ممدود من السماء ، وجعل له منهج واضح لا اعوجاج فيه ولا التواء ، وأقام حياته وسيرها وفق سريعة سمحا .
إن المجتمع الإسلامي _ بما تعنيه هذه الكلمة من تجاوز للحدود الجغرافية وللنظم الوضعية ،وللسياسات المتباينة - تحكمه عناصر تحدد تصرفاته ، وتؤلف بين أفراده وتقيم على ضوئها علاقته ، نذكر منها ما يلي :
1 – إن للمسلم مستنداً قويا في حياته ،عليه يعتمد ، وبه يحيا وله يموت ، هو حبل الله تعالى ، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فبأمر الله يقوا ، ولنهيه يجتنب ،وبهديه صلى الله عليه وسلم يهتدي .
2 – على هذا المبدأ يقيم المسلم علاقاته وحياته ،مهما تغيرت الأحوال ، وتبدلت الأمور .
3 – الولاء الإيماني هو المقدم على كل الولاءات وان خالفت ذلك هوى النفس وميل القلب ، وبهجت الدنياء الفاتنة ،ونزعات أهلها .
4 – عندما يحقق المسلمين هذا المبدأ يتماسك بنيان المجتمع المسلم ، وتعود لهم قوتهم وعزتهم ، ويهاب جانبهم ،ومن ثم تصان حقوقهم وتحترم إرادتهم .
5 – علامة صدق وإيمان العبد ، الثبات على ما آمن به، ثباتا لا يتزعزع ،ويقينا لاشك فيه مهما كانت مغريات الدنياء وزخارفها ،ومهما كان كيد الأعداء ودهائهم .
وأخيرا أقول .. جماع ذلك الأمر كله في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث من كن ّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،وان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وان يكره أن يعود في الكفر بعد إن أنقذه الله منه ،كما يكره أن يقذف في النار )) متفق عليه ـ ـ
بقلم :عوض سالم منيباري