غزة - فتحي صبّاح
شعور الفرحة والحزن انتاب المواطن الغزي ياسر أبو عاصي (27 سنة) عندما رزقه الله «توأمين سياميين»، هما الطفلتان ريتال وريتاج الملتصقتين من البطن. وعلى رغم أنه وزوجته لم يعلما قبل ولادة الطفلتين أنهما سياميتان، الا أن أبو عاصي شعر بفرحة في بادئ الأمر ما لبثت أن اختلطت بالحزن.
وقال أبو عاصي لـ «الحياة»: «أشعر بالسعادة لأن الله أكرمني بتوأمين، والمأساة أنهما سياميتان ملتصقتان. لكن شعوراً بالقلق، الذي ساور أبو عاصي، أخذ يزداد مع اقتراب موعد سفره مع طفلتيه الى السعودية لإجراء عملية جراحية لفصل التوأمين اللذين والدا في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع في 27 من الشهر الماضي.
ولأبي عاصي طفلان آخران، اختار اسم جنا (3 سنواتa) للبنت واسم يسري (عام ونصف) للولد، فيما اختار «ترتيل القران» و «كسوة الكعبة» (معنى ريتال وريتاج) اسمين للطفلتين اللتين كتب الله لهما أن تأتيا الى الدنيا متلازمتين كما تلازم التلاوة في بيت الله الحرام. وما يعين أبو عاصي ويخفف عنه مأساته ثقته في الله عز وجل أولاً وفي الأطباء السعوديين ثانياً، الذين سيتولون فصل التوأمين، خصوصاً أن الإمكانات الطبية في القطاع متواضعة ولا تسمح بفصلهما. ومنبع ثقته في الأطباء السعوديين، حس اعتقاده أن «لديهم خبرة كبيرة وأجروا عمليات عدة مماثلة في السابق».
وسيتوجه أبو عاصي وطفلتاه الى مطار مدينة العريش المصرية عبر معبر رفح الحدودي خلال الساعات القليلة المقبلة، ومن هناك سيستقل الطائرة الى الرياض، ومن ثم الى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، لإجراء العمليات الجراحية اللازمة لفصل التوأمين.
وأوضح أبو عاصي أن السلطة الفلسطينية أبلغته أن هناك تنسيقاً مسبقاً له تم ايداعه لدى الجانب المصري من معبر رفح يخوله الدخول الى المعبر والأراضي المصرية. لكنه اشتكى من أن مسؤولين في حكومة غزة، التي تقودها حركة «حماس»، أبلغوه عدم وجود تنسيق له، وعزا الأمر الى احتمال أن لا يكون هناك اتصالات بين الحكومة والمسؤوليين المصريين، ما يعيق سفره ويزيد قلقه. وعبر عن خشيته من أن أي تأخير في السفر قد يؤثر في حياة الطفلتين وصحتهما.
وأشار الى أن الرئيس محمود عباس أمر باستصدار جوازات سفر لهم واجراء التنسيق المسبق اللازم مع المسؤولين المصريين لتمكينهم من السفر. وعبر عن سعادته الغامرة بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتكفل بفصل الطفلتين السياميتين، وهما أول طفلين سياميين يولدان في قطاع غزة. وقال إن «فرحتنا بتلبية مناشدتنا من قبل العاهل السعودي الملك عبدالله كانت كبيرة جداً، وأنها غمرت أسرته وأهله وعائلته».
وتوجه أبو عاصي بالشكر للملك عبدالله والرئيس عباس ووزارة الصحة في حكومة رام الله على بذل كل الجهود من اجل تذليل كل المشاكل والعقبات لتمكينه وطفلتيه من السفر الى السعودية لتلقي العلاج في مستشفى الملك عبدالعزيز. وقالت وزارة الصحة في حكومة غزة: «إننا في انتظار إشارة نقل التوأمين والمرافقين لهما الى مدينة العريش، حيث سيتم نقلهما إلى المملكة العربية السعودية لإتمام إجراء العملية الجراحية اللازمة لفصلهما». وأضافت الوزارة أن «الاتصالات أجريت، منذ ولادة التوأمين، عبر ديوان وزارة الصحة والدكتور طارق العرنوس مدير التنسيق في وزارة الصحة السعودية، الذي تواصل مشكوراً مع السفارة السعودية في القاهرة لترتيب الموضوع مع الأشقاء في مصر، وما زلنا في وزارة الصحة في انتظار رد المصريين لنقلهم بناء على الاتفاق».