تفجيرات دموية تضرب بغداد.. والضحايا بالعشرات

تباينت الأرقام الصادرة من العراق الثلاثاء 6-4-2010 بشأن حصيلة ضحايا التفجيرات التي هزت بغداد واستهدفت 7 مبان سكنية.

فقد اعلنت وزراة الصحة ان الحصيلة بلغت 28 قتيلا، فيما افادت مصادر من الداخلية بوقوع نحو 40 قتيلا و140جريحا.

وتاتي التفجيرات وسط استمرار الفراغ والمراوحة في تشكيل الحكومة في ظل عدم توصل الكتل السياسية الفائزة الى الاتفاق على الخطوط العريضة بعد شهر من اجراء الانتخابات التشريعية.

وبعد يومين من هجمات انتحارية استهدفت عددا من سفارات الدول الاقليمية والاوروبية، تعرضت 7 مبان سكنية لعمليات تفجير في بغداد.

واعلنت مصادر امنية عراقية تفجير 7 مبان سكنية في بغداد وضواحيها القريبة بواسطة 6 عبوات ناسفة كبيرة الحجم احالتها الى ركام وانقاض يرقد تحتها سكانها.

وخلافا لاستهداف السفارات الاحد الماضي، فان المباني التي تعرضت للتفجير الثلاثاء سكنية يقطنها مدنيون موزعة على مناطق جكوك والشعلة (شمال) والعلاوي (وسط) والاعلام والشرطة الرابعة والعامل (جنوب غرب)، وفقا للمصادر الامنية.

يشار الى ان جكوك منطقة فقيرة تؤوي مخيما للنازحين الشيعة من منطقة ابو غريب اقامته المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. وبعض هذه المناطق مختلط مع غالبية شيعية.

وقال صاحب احد المحلات التجارية واسمه ابو علي (47 عاما) "وقع الانفجار الاول عند التاسعة والربع صباحا في احد المباني في الشارع الرئيسي فتجمهر المارة لمعاينة ما حدث لكن انفجارا اخر وقع في مبنى من طابقين". واضاف ان "الضحايا هم من المارة والسكان".

واعلنت مصادر امنية ان الانفجارات اسفرت عن سقوط مبنى في حي الشعلة الشيعي في شمال بغداد، ومبنى اخر في منطقة جكوك المجاورة.

كما انهارت ثلاثة مبان في مناطق الشرطة الرابعة والاعلام والعامل في غرب بغداد جراء عمليات تفجير بالاضافة الى مبنيين في منطقة العلاوي الشعبية في وسط العاصمة.

ويحاول سكان المباني المجاورة وعمال الانقاذ والمسعفين اغاثة الاشخاص العالقين تحت الانقاض بواسطة المعاول او اياديهم في بعض الاحيان وسط حالة من الذهول البادي على وجوه الجيران اوالاقارب الذين فقدوا احباء.

وكانت المصادر اعلنت سابقا ان انتحاريا فجر نفسه وسط مطعم شعبي في منطقة العلاوي في مبنى من طابقين، لكنها عادت لتؤكد لاحقا ان الانفجار لم يكن ناجما عن عملية انتحارية.

ومبنى العلاوي المشيد من الآجر يحوي ثلاث شقق سكنية فضلا عن المطعم، قد انهار كليا وتضررت المباني المجاورة المتهالكة والمتداعية.

وتصرخ امراة شابة سائلة عن مصير والدتها راجية ان تجيبها بينما كانت واقفة قرب الركام.

ويشرح مصطفى (25 عاما) لزوجة علاء التي رمت بنفسها ارضا وسط العويل والنحيب كيف استطاع الوصول اليه لكنه وجده ميتا.

ويقول "تمكنت من ازالة الآجر والرمال التي غطت علاء ووصلت اليه لكنه توفي بسبب النزيف الشديد في راسه".

كما شاهد المراسل المسعفين يخرجون خمسة اخرين بواسطة الحمالات لكنه لم يعرف ما اذا كانوا مصابين ام قتلى، في حين يواصل اخرون رفع الانقاض.

وقال شهود عيان ان المبنى مكتظ بالسكان.

من جهته، قال ضابط في الجيش رفض ذكر اسمه "وصل شخصان قبل ثلاثة ايام لاستئجار محل في المبنى بغرض بيع الفلافل وجلبوا امس العديد من المواد الى المكان ووقع التفجير اليوم (...) ارسلنا وراء مالك المبنى للتحقيق معه".

ووقعت الانفجارات بعد يومين من الهجمات الانتحارية على السفارات التي اوقعت ثلاثين قتيلا و224 جريحا.

كما انها تاتي في ظل حالة من الفراغ الحكومي الناجم عن عدم توصل الكتل السياسية الى اتفاقات او تفاهمات اولية من شانها ان تفضي الى تشكيل الحكومة المقبلة.

وفي هذا الصدد، اعلنت القائمة "العراقية" التي فازت بالانتخابات بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي ان "حوارات الكتل السياسية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة لم تصل حتى الان مستويات الحسم وما زالت في اطار تقريب وجهات النظر".

واعتبرت ان "غالبية التصريحات الاعلامية عن حسم التحالفات ما تزال بعيدة عن واقع" الحوار الدائر.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص