خلق الله تعالى الإنسان وجعل مصدر سعادته بداخله ليكون سعيداً مهما كانت الظروف المحيطة به ، ولتكون سعادته دافعاً قوياً له ليمضي في تحقيق الغاية التي خلقه الله من أجلها وهي عبادته تعالى وعمارة الأرض .. ولكن البعض سمح للمؤثرات الخارجية أن تدخل إلى قلبه وعقله وتعشعش فيه لتصيبه بالهم والغم والخوف والقلق . والمشكلة الأكبر هي أن يعتقد أن الحياة كلها كذلك فيتعود عليها ويعامل الناس بمثلها ، بل الأغرب من ذلك حين يستمتع بضعفه وحاجته وطلبه المساعدة من الناس دوماً وتعاطفهم معه ما يجعله يعتبر ذلك حقاً من حقوقه ، لا أتحدث عن مساندة الناس المادية له بل العاطفية فلا يرتاح إلا بوجود الناس حوله يقدرونه ويمدحونه ويواسونه وإذا لم يحصل ذلك يلوم الآخرين ويعتبره تقصيراً في حقه ..
أخي الحبيب ما هكذا تثبت وجودك وتحقق ذاتك .. أنت أكبر من أن تذل نفسك لغير الله ، وبقية الناس ليسوا بأفضل منك في شيء ، فتوكل على الله تعالى واعتمد عليه وحده واسعتن به وحده فهو كافيك ، وإذا تعرفت عليه فلن تأنس إلا بالقرب منه ولن تسعى إلا للحصول على رضاه وحده ، ولن يهمك أكان الناس متعاطفين معك أم لا فأنت معك الخالق العظيم . قال تعالى : (( وهو معكم أينما كنتم )) .
بقلم : سالم باشعيب
salimbashaib@gmail.com