حضرموت اليوم / متابعات
ما أن تطأ قدماك مدينة القدس وبالتحديد
منطقة باب العمود المؤدي إلى السوق القديم الذي تصل نهايته إلى أبواب الأقصى
السلسلة والقطانين والناظر وغيرها، حتى تشاهد أطفال القدس في عمل دؤوب وهم ينقلون
البضائع إلى المحلات التجارية بواسطة العربة ذات الثلاث عجلات.
أصوات الأطفال المقدسيين وهم ينقلون البضائع
تدوي في آذان المتسوقين القادمين من الضفة الغربية في أول جمعة رمضانية مضت، لحثهم
على الشراء والتسوق قبل نفاد البضاعة المعروضة. ويمتلك هؤلاء الأطفال خبرة في
التنقل داخل السوق القديم مع عرباتهم، في ظل ازدحام شديد بالكاد يمنح المرء فرصة
ليضع قدمه على الأرض.
صحيفة "فلسطين" تمكنت من التجول
في القدس، والتقت بعدد من أطفالها في "موسم رمان".
نستقبل القادمين
الطفل أحمد صيام، قال: إنه في شهر رمضان
ينتظر القادمين من الضفة الغربية الذين يسمح لهم فقط في رمضان بالدخول للقدس
والصلاة في المسجد الأقصى المبارك"، مشيراً إلى أن هناك مراسيم تعود عليها
أطفال القدس، وهم ينفذونها قبل قدوم أهالي الضفة الغربية للمدينة.
وتبدأ هذه المراسيم بتحضير البضاعة لأصحاب
المحلات، والتي يتم نقلها يدويا، لأن السيارات والمركبات الصغيرة لا يمكنها التحرك
في ظل الازدحام الشديد، لذا تكون العربات الوسيلة الوحيدة في نقل البضاعة من
المخازن القريبة إلى أبواب المحلات الصغيرة في السوق القديم والذي يكون من بداية
باب العمود حتى أبواب المسجد الأقصى المبارك.
ويضيف صيام:" نحن ننتظر هذا الشهر
الفضيل بفارغ الصبر لأن المسجد الأقصى يكون عامرا بالمصلين وهذا يغيظ اليهود في
المدينة، كما أننا نتقاضى أجورنا بسخاء من أصحاب المحلات".
وأشار مخاطبا مراسل "فلسطين":"
انظر إلى هؤلاء اليهود المتطرفين لا يستطيعون السير بحرية في شهر رمضان؛ لأن
المسلمين في فلسطين يأتون إلى القدس، وهذه الأشكال من اليهود تهرب إلى جحورها".
وعن الأجر الذي يتقاضاه أحمد، قال: "أنا
أتقاضى أجرا معقولا في رمضان، مع أن تجار القدس ليسوا بحال جيد ولا يغرك الازدحام
الذي تشاهده فهذا فقط في شهر رمضان كما أن المتسوقين من الضفة الغربية ليست لديهم
إمكانية الشراء بكميات كبيرة، فهم على (الحديدة)"، على حد تعبيره.
خبرة وجرأة
التاجر مهدي عبد الرحمن الذي يمتلك محلا
لبيع المواد الغذائية، قال:"إن أطفال القدس يمتازون بالخبرة والسرعة والجرأة
والقدرة على التعامل مع كل مظاهر الازدحام، كما أنهم لا يخافون جنود الاحتلال
ويرفضون أي تدخلات من قبل الجنود الذين يحاولون التدخل في شؤونهم أثناء تنقلهم".
ويضيف :" يضطر أطفال القدس للعمل
لتوفير مصروفهم اليومي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها أسرهم، فهم يأتون من أحياء
فقيرة، إلا أنهم يمتلكون عزيمة لا توصف، وهم يساعدوننا في أيام الأزمات، ولكن
للأسف عملهم موسمي فقط في أيام الجمع وفي شهر رمضان بالتحديد".
ويعيش في مدينة القدس المحتلة قرابة الـ270
ألف مقدسي في ظل إجراءات إسرائيلية مشددة، سعياً لترحيلهم وخصوصا من محيط البلدة
القديمة.
وفي تقرير للغرفة التجارية في مدينة القدس
أشار إلى إغلاق عشرات المحلات التجارية في القدس وأبوابها بفعل إجراءات بلدية
الاحتلال في القدس والمتمثلة بفرض ضرائب باهظة على أصحاب المحلات والتي وصلت على
أحد المحلات إلى أكثر من مليون شيقل.
وأضاف التقرير:"إن أدلاء السياحة من
اليهود يتآمرون على التجار الفلسطينيين، حيث يعمدون هؤلاء على تحريض السائحين على
التجار الفلسطينيين من خلال تضليلهم بأن البضاعة غير جيدة وأنهم يستغلونهم،
ويرشدونهم على مناطق البيع للتجار الإسرائيليين، كما أنهم يحذرونهم من الدخول إلى
المحلات التجارية التابعة للفلسطينيين خوفاً من تعرضهم للسرقة".
وأشار التقرير إلى أن التجار المقدسيين
أصبحوا بلا عمل طوال العام بعد اكتمال بناء جدار الفصل العنصري وعزل الضفة الغربية
عن القدس.