عرس جماعي لجرحى بحرب غزة

حضروت اليوم /غزة / أحمد فياض

في لمسة ودّ ووفاء كانت مدينة غزة على موعد مع زفاف سبعين عريسًا جريحًا ممن أصيبوا بحمم نيران العدوان الإسرائيلي مطلع العام الماضي، بعد أن تعافوا من إصاباتهم.

حفل الزفاف الذي طافت فيه حافلات العرسان المفتوحة المدينة وسط تصفيق المواطنين المصطفين على جوانب الشوارع المودية إلى مكان الحفل المركزي، أرادت من خلاله جمعية التيسير للزواج والتنمية -الجهة الراعية لمشروع تزويج الجرحى- إظهار عمق امتنان الشعب الفلسطيني لتضحيات من أصيبوا خلال الحرب.

ولم يخل الزفاف الذي نظم على الطريقة الفلسطينية التقليدية من أناشيد وأهازيج شاركت فيها فرق فنية محلية وسط تقاذف ذوي الجرحى والمواطنين الحلوى والورود، في خطوة أدخلت ملامح البهجة والفرح في قلوب العرسان الجرحى الذين شاكوا الجميع بترديد الأناشيد والفرح.

وفي مراسم استقبال العرسان المركزية التي شارك فيها رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، ورئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر وممثلو فصائل فلسطينية، كان عرض مقاطع من صور الجرحى العرسان لحظة إصابتهم خلال الحفل أكثر المشاهد تأثيرًا.

إحدى الصور كانت للجريح أسعد النحال الذي كان يزف على المنصة، في حين يظهر عبر جهاز العرض داخل قاعة الحفل وهو مصاب ويلقي موعظة دينية حول فضل الرباط في فلسطين على الرغم من إصابته البالغة، وهو مشهد من أشدّ المشاهد التي أبكت الحاضرين.

وعبر العريس النحال في حديث للجزيرة نت عن سعادته البالغة بحفل الزفاف المشترك مع رفاقه الجرحى، وقال "سنفرح رغم الجراح، أدعوا الشعوب العربية والحرة التي تسمع عن فرحتنا هذه، أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتمده بالعون والمساعدة".

وأضاف "هذه الفرحة دليل بقائنا وصمودنا واستمرار تناسلنا على هذه الأرض المباركة التي لن نتنازل عنها ما حيينا".

 

رغم الجراح سنواصل الأفراح

من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية التيسير للزواج والتنمية أدهم البعلوجي، أن مشروع تزويج جرحى الحرب الأخيرة على غزة الذي يحمل اسم "رغم الجراح سنواصل الأفراح" يعد الأكبر من نوعه من حيث المساعدات المقدمة وأعداد العرسان المشاركة مقارنة مع مشاريع تزويج سابقة للجرحى.

وقال "إن جميع العرسان الجرحى هم من أصحاب البتر الكامل أو الجزئي أو ممن فقدوا أطراف أجسادهم، إضافة إلى الذين يعانون من الإعاقات البصرية والسمعية والحركية".

وذكر البعلوجي أن العرسان الجرحى سيحظون بمساعدات مادية تتراوح بين 2000 و3500 دولار أميركي، إضافة إلى المساهمة في توفير المهر اللازم للزواج وتجهيز البيت وتوفير مصاريف زفافهم التي تتفاوت المساعدات فيها حسب الحالة الاقتصادية.

وأكد أن بعض أهل الخير في دول العالم العربي والإسلامي ساعدت الجمعية في توفير جزء من الدعم اللازم لإنجاز المشروع، الأمر الذي ساهم في رسم البسمة على وجه العديد من الجرحى وعائلاتهم.

 

دمج المحرومين

وشدد مسؤول الجمعية على أن الهدف من المشروع هو دعم الشباب المحرومين الذين أصيبوا في الحرب الأخيرة ودمجهم في المجتمع وتخفيف الآلام النفسية التي خلفتها الإصابة.  

وأضاف أن الجمعية شاركت في البحث عن عرائس لبعض الجرحى، في حين وجد بعضهم عروسه بمساعدة الأهل، لافتا إلى أن بعض من سيشملهن الزواج هن جريحات أيضًا ويعانين من إعاقات، ولكن السواد الأكبر منهن يتمتعن بصحة جيدة.    

وكشف البعلوجي أن التحضير للمشروع استغرق ستة أشهر وواجه القائمون عليه صعوبة في إقناع بعض الفتيات بالارتباط بشخص مصاب ويعاني من إعاقة، إلا أن نسبتهن كانت ضئيلة مقارنة بمن أبدين موافقتهن بدون تردد، كما بادرت بعض الفتيات بأنفسهن وأبدين موافقتهن على الزواج من جرحى الحرب.

 

 

 

المصدر: الجزيرة نت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص