2,5 مليون مسلم يؤدون شعائر الحج هذه السنة

حضرموت اليوم / القدس العربي

يؤدي نحو 2,5 مليون مسلم من سائر أنحاء العالم في مكة المكرمة شعائر الحج هذه السنة وسط تدابير أمنية مشددة ومع دخول منشآت جديدة الخدمة بينها قطار حديث، بهدف الحد من الاكتظاظ ومخاطره.

وما زالت الأرقام النهائية للحجيج لم تعلن اذ أن الآلاف ما زالوا يصلون إلى الأراضي المقدسة فيما لم يتحدد بعد عدد الحجيج من داخل السعودية.

كما أن هناك دائما عددا من الحجيج الذين يصلون مكة بطريقة غير شرعية، أي من دون إذن الحج، وذلك عبر التسلل من المعابر التي تحيط بمكة. وأعلنت الشرطة السعودية الثلاثاء انها ضبطت 29 ألف شخص يحاولون الدخول إلى المدينة المقدسة.

وتهدف الإجراءات الأمنية المشددة إلى حماية التجمع السنوي الأكبر في العالم من أي محاولة لتعكير صفو الشعائر، وتفخر السعودية بأنها حامية الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.

وتنشر السلطات السعودية عدة حواجز تفتيش على الطريق بين جدة (غرب) ومكة المكرمة وتقوم بالتدقيق في وثائق المسافرين المتجهين إلى الأراضي المقدسة.

والاربعاء، قامت القوات الأمنية السعودية والدفاع المدني باستعراض قوة لافت، اذ استعرضت قواتها الخاصة السريعة الانتشار مدعومة بالمروحيات والمركبات المصفحة المضادة للشغب.

وقال الفريق سعيد القحطاني مدير قوى الأمن العام السعودية خلال العرض إن هؤلاء الرجال مستعدون لمواجهة أي حالة عند الحاجة.

ومن جانبه قال وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز الاربعاء انه لا يستبعد امكانية حصول عمل تخريبي خلال الحج ردا على سؤال حول تهديد تنظيم القاعدة الذي يتنامى نشاطه في اليمن المجاور.

وحذر الأمير نايف الذي قاد بنجاح الحملة على القاعدة في المملكة بعد سلسلة هجمات دامية نفذها التنظيم بين 2003 و2006، من أن السلطات السعودية قادرة على احباط أي محاولة لتعكير الحج.

واضافة إلى المخاوف الأمنية، تواجه السلطات السعودية خطر الحوادث المميتة. وخلال الاستعراض الذي نظم في مكة، سير الدفاع المدني عشرات مركبات الاطفاء وسيارات الإسعاف وقوارب النجاة.

والمملكة الغنية بالنفط انفقت المليارات في توسعة قدرات الاستيعاب في مكة التي تقصدها سنويا اعداد متزايدة من الحجيج.

وآخر المشاريع هو قطار خفيف يعرف بـ(قطار المشاعر) يربط بين المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وجبل عرفات التي تستقبل سنويا مئات الاف الحجيج.

ولن يعمل القطار الذي يفتتح هذه السنة لأول مرة، الا بـ35% من قدرته الاستيعابية النهائية، وسيحل مكان آلاف المركبات التي تنقل الحجاج إلى المشاعر.

وقال رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة تجارة مكة سعيد القرشي إن المشروع الذي تنفذه شركة سكك الحديد الصينية والذي تبلغ كلفته 1,8 مليار دولار، سيحد من الاكتظاظ على الطرقات بنسبة 200%.

وكانت مواسم حج سابقة شهدت حوادث تدافع مميتة، خصوصا على جسر الجمرات في منى. وقتل 364 حاجا في 2006 في التدافع بينما قتل 251 شخصا في 2004 في حادثة مشابهة. وفي 1990، قتل 1426 شخصا في تدافع داخل نفق في منى.

وردا على هذه الحوادث، فككت السعودية جسر الجمرات القديم واقامت مكانه جسرا متعدد الطبقات. وستفتتح طبقات الجسر الثلاث الأعلى للمرة الاولى هذه السنة.

ويحظى الجسر بعدة مداخل ومخارج فيما يقوم نظام الكتروني متطور يشمل 30 كاميرا، بمراقبة حركة الحجاج لرصد كثافة العبور.

والاكتظاظ مشكلة تواجهها السلطات أيضا داخل الحرم الذي يتسع لـ700 ألف شخص فيما تتسع باحته العلوية لـ180 ألف شخص اضافي.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي الاسبوع الماضي "نحن نحاول أن نستفيد من خبرة جسر الجمرات داخل الحرم".

كما ان التغير الكبير الذي يمكن أن يلحظه كل شخص في مكة هو تركيب الساعة العملاقة الأكبر في العالم على ناطحة سحاب ضخمة بالقرب من الحرم. ويتم العمل على الانتهاء من تركيب الجهات الأربع من الساعة التي بدأت بالدوران في اب/ اغسطس لفترة تجريبية من ثلاثة أشهر.

ومن المفترض أن تتحول هذه الساعة إلى مرجع التوقيت بالنسبة للمسلين حول العالم. وسيبلغ ارتفاع البرج عند الانتهاء من بنائه 601 متر.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص