حضرموت اليوم / القدس العربي
كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع ويكيليكس أن سفيرة الولايات المتحدة لدى القاهرة مارغريت سكوبي رجحت احتمال وفاة حسني مبارك كرئيس بدلاً من تنحيه طوعاً عن السلطة.
ونقلت صحيفة الغارديان الصادرة الجمعة عن الوثائق إن السفيرة سكوبي "توقعت في برقية دبلوماسية أرسلتها إلى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون في أيار/ مايو 2009 أن يسعى الرئيس مبارك لاعادة انتخابه العام المقبل ويفوز حتماً في انتخابات لن تكون حرة ونزيهة".
وكتبت سكوبي في برقيتها "أن مبارك (82 عاماً) هو أكثر عرضة للوفاة في منصبه بدلاً من التنحي طوعياً أو استبداله في تصويت ديمقراطي معقول في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011، وإذا ما بقي على قيد الحياة فمن المرجح أنه سيرشح نفسه مرة أخرى ويفوز لا محالة".
وقالت "حين سُئل مبارك عن الخلافة ذكر أن هذه العملية ستتبع الدستور المصري، ولا أحد في مصر يعلم علم اليقين من الذي سيخلفه في نهاية المطاف ولا تحت أي ظرف من الظروف على الرغم من النقاشات المتواصلة حول مسألة الخلافة، غير أن المرشح الأكثر ترجيحاً لخلافته هو ابنه جمال مبارك، فيما يشير البعض إلى مدير المخابرات العامة عمر سليمان واحتمال قيام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بترشيح نفسه أيضاً".
واضافت "الرئيس مبارك هو أحد الناجين السياسيين وحافظ على قبضته على السلطة عن طريق تجنب المخاطر ويتمتع بصحة جيدة بشكل معقول لكنه يعاني من عجز في السمع في أذنه اليسرى، ويستجيب بشكل جيد لاحترام مصر ،غير أنه لا يتأثر بالمداهنة الشخصية، ونجا ثلاث مرات على الأقل خلال 28 عاماً من حكمه، وحافظ على السلام مع اسرائيل، كما نجا أيضاً من مخاطر حربين في العراق ومن عدم الاستقرار الأقليمي ما بعد العام 2003 ومن الأزمات الاقتصادية المتقطعة والتهديد الارهابي الداخلي المزمن".
وأشارت سكوبي في برقيتها إلى أن مبارك "نظر (وقتها) إلى الرئيس جورج بوش على أنه ساذج وخاضع لسيطرة مستشاريه وغير مستعد تماماً للتعامل مع عراق ما بعد صدام ولا سيما انتشار نفوذ ايران الاقليمي، وعبّر في مناسبات عدة عن أسفه لقيام الولايات المتحدة بغزو العراق وسقوط نظام صدام حسين.. واستمر في التشديد على أن العراق، في رأيه، يحتاج إلى ضابط قوي وصارم كزعيم، ونحن نعتقد أن مبارك كان يصف نفسه في هذا الطرح".
وقالت إن مبارك يعتقد أن تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكل روتيني أدى إلى كارثة وأن كارثة أخرى تلوح في الأفق في أفغانستان وباكستان مع اتساع نفوذ المتطرفين، كما يرى أيضاً أن محاولات الولايات المتحدة تشجيع الاصلاح السياسي والشمولية في مصر قبل انتخابات 2011 كانت خاطئة وعلى نحو مماثل وعززت فقط عزمه على مقاومتها.
واضافت سكوبي إن مبارك يراكم المتاعب ويخلق فراغاً محتملاً في السلطة من خلال رفضه تقاسم السلطة والحفاظ على سيطرة محكمة على مستشاريه البارزين، ولا يوجد لديه مستشار أو مقرّب واحد يستطيع التحدث حقاً بالنيابة عنه، ومنع مستشاريه الرئيسيين من العمل خارج نطاق صلاحياتهم المقيدة