لامتني نفسي بشدة بعد أن أوشكَت أن تمرّ قرابة أربع سنوات ولم نهدِ في ختام مشاورنا في رحاب الإعلام والصحافة باقة شكر جزيل ومحبة غامرة واعتراف وافر بالفضل والمنة بعد الله عز وجل لأستاذنا الفاضل المبجّل د. عبد الله عوض الحو حفظه الله وأطال في عمره ، ذلكم الأستاذ الفاضل الهادئ الخلوق الذي ما برح يلقننا طوال سنين أربع تعاليم صاحبة الجلالة حتى وصلنا إلى شاطئ الأمان الذي يمكننا من أن نتجرأ ونكتب في شكره هذه الأسطر.
لقد بذل أستاذنا د. عبد الله الحو الكثير من الجهد ، وعانى تحديات ومصاعب جمة حتى رأى قسم الصحافة والإعلام الذي أسسه بهمته وكفاحه المضني يقف على قدميه ويسعى باقتدار قاطعاً المشوار تلو المشوار، والمرحلة تلو المرحلة ، لقد كان يأتي من عدن في رحلات متتالية بشكل أسبوعي لا أحسب أن أحداً من الشباب يستطيعها لولا همته العالية ونفسه الصبور.
أستاذنا الفاضل نقسم لك أننا ما تلمسنا طريق الصحافة الحقّة وسلكنا دربها الصعب إلاّ بعد أن أخذتَ بأيدينا جميعاً لترينا طريق الهدى والنور نحو دربها ، لقد فرشت لنا بأسلوبك السهل الممتنع أزاهير المعرفة وورود العلم المشوب بالمحبة والود والتقدير وأهديتنا عصارة خبراتك العظيمة في قالب يفهمه الكل منا ، لذلك يبدو أن ما نقوله في حقك من شكر جزيل لا يمكن بحال أن يتساوى أو أن يضارع ولو يسيراً مما قدمته لنا طوال أربع سنوات متتالية.
أعلم أن د. عبد الله الحو لا يرتضي أن يمدحه أحد أو أن يتقدم بالثناء إليه مخلوق ، لكنه يعلم أنني ـ وأنا الطالب المتفوق بحمد الله في مجاله ـ ما وجدت السبيل إلى شكره غير اليوم ، فإن لمن نشكره بشيء من كلمات البساطة والتقدير مما تعلمناه على يديه فمتى ترانا نفعل ذلك؟، عفواً أستاذنا الفاضل فلتسمح لك نفسك الأبية أن تقرأ ما سطرته أيدينا جميعاً نحن طلابك في الدفعة الأولى بقسم الإعلام والصحافة وإلاّ كنا جاحدين للفضل ، منكرين للمعروف.
لا أدري بالضبط كيف لنا بعد التخرج الذي بات قريباً للغاية أن نتخيل فراقكم لنا ، وبعدكم عنا بعد أن استمرأنا الشرب من كأس علمكم الغزير، وتعودت أعيينا أن تكتحل بمرآكم ولو في الأسبوع أو الأسبوعين مرة ولساعات محدودة ، فلا ريب أن الفراق سيكون يومئذٍ صعباً للغاية ، لكن من يدري فلئن كانت الأرض كروية مستديرة فذلك ربما يعطينا الأمل بالعودة إلى نقطة البدء مجدداً ، ولعل محطة الفراق التي سالت منها دموع الحزن والألم أن تكون يوماً واحة للقاء الأحبة.
أستاذنا الفاضل لقد صبرتم ولا زلتم صابرين على سهام النقد الذي وُجه ويوجّه إليكم على طول مشواركم المظفر، ومما زاد في مقامكم في قلوبنا أنكم تجاهلتم تنظير المنظّرين ، وإساءات المسيئين حتى شهدنا ذات مرة أن من أساء إليكم يوماً قد عاد يثني عليكم بالمديح والشكران ، حقاً إن ذلك الأمر لا يقدر عليه إلاّ من أوتي نفساً تواقة لمعالي الأمور، وروحاً شفافة طالما نأى بها العمل الحثيث وإفادة الآخرين عن تبادل التهم أو التراشق بالأقاويل مع من لا يستحقون حتى مجرد الرد على أفكارهم المريضة وأنفسهم المعلولة.
وخلاصة القول أن ما قلناه سابقاً يعدُّ واجباً محتوماً علينا أن نؤديه ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال:" لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، ويقول :" من صنع لكم معروفاً فكافئوه ، فإن لم تجدوا فقولوا له جزاك الله خيراً"، ونحن بدورنا وامتثالاً لتوجيهات نبينا الحبيب نقول للدكتور عبد الله الحو ولكل من وقف إلى جانبنا في مشوار دراستنا: جزاكم الله خيراً وشكراً لكم.
بقلم : أحمد عمر باحمادي