حضرموت اليوم/ متابعات
قالت صحيفة "العرب" القطرية إن مصادر مصرية مسؤولة ذكرت لها إن ترتيبات سياسية تجرى حاليا لعملية خروج آمن للرئيس المصري حسني مبارك خلال أيام، بحيث يتولى نائب الرئيس عمر سليمان مقاليد الحكم في البلاد بصورة كاملة.
وأوضحت المصادر أن البلدين المرجح أن يلجأ إلى أحدهما مبارك هما السعودية أو بريطانيا. لكن جهات مسؤولة في السلطات المصرية ترى أن يبقى الرئيس مبارك في مصر مع تحصينه من أية ملاحقات قضائية.
جنرالات مصر يدعون مبارك للتنحي
من جانبها ذكرت صحيفة ذي تايمز البريطانية أن اثنين من كبار مسؤولي الأمن في مصر حذرا الرئيس حسني مبارك أمس بضرورة التخلي عن السلطة لتجنب إطالة أمد الاضطراب والعنف في أكبر دولة سكانا في العالم العربي.
وتقول الصحيفة إنه حسب مصدر مقرب من القيادة ورد أن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات البالغ 74 عاما، الذي تقلد منصب نائب رئيس الجمهورية أمس، والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع أثارا مع مبارك فكرة أنه ينبغي أن يرحل.
ووصف المصدر مبارك بأنه عنيد ويرفض وضع حد لحكمه الذي دام ثلاثين عاما. لكن البعض رأى في تعيين نائب لرئيس الجمهورية لأول مرة خطوة أولى في تسليم السلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن آلاف المصريين تحدوا حظر التجول وملؤوا شوارع وميادين القاهرة أمس مرددين رفضهم لمحاولات مبارك التشبث بمنصبه بإقالة مجلس الوزراء والوعد بالإصلاح.
وقالت إن المصريين منقسمون حول تعيين سليمان، فهو بالنسبة للبعض إيذان بالعودة إلى الهدوء بعد خمسة أيام من الانفلات الأمني. وبالنسبة لآخرين لم يكن هذا كافيا. وعلق مصدر بأن "مبارك مثل الزوج الذي وافق على الطلاق لكنه ما زال باقيا في البيت، وهذا لن ينفع".
وأضافت الصحيفة أن سليمان يتوقع مكالمة تأييد من واشنطن التي تعتبر اللواء الموالي لها "جزيرة استقرار". واستطردت أن سليمان وطنطاوي يبحثان عن طريقة مهذبة كي يرحل مبارك.
وقال مسؤولون في مصر إن سليمان مستعد لتولي منصبه كرئيس مؤقت، ويراه البعض في الغرب وفي داخل مصر أنه المرشح الأكثر ترجيحا، لكن ليس هناك إشارة على أن مبارك سيوافق على الرحيل.
من جهة أخرى نقلت صحيفة القدس العربي عن صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية اليوم الاثنين قولها إن إسرائيل أوصلت رسالة سرية إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية تطلب منها دعم استقرار نظام الرئيس المصري حسني مبارك الذي يواجه موجة احتجاجات.
وفي هذه الرسالة يؤكد المسؤولون الإسرائيليون انه "من مصلحة الغرب وكل الشرق الأوسط الحفاظ على استقرار النظام في مصر" .
وأكدت هذه الرسالة التي وجهت الأسبوع الماضي بحسب الصحيفة انه "يجب وقف الانتقادات العلنية للرئيس حسني مبارك ".
ومن جهتها اعتبرت إذاعة الجيش الإسرائيلي التي نقلت هذه المعلومات أن هذه المبادرة تشكل انتقادا للولايات المتحدة ودول أوروبية لا تدعم نظام مبارك .
وردا على أسئلة وكالة فرانس برس رفض ناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيد أو نفي هذه المعلومات فيما لم يتسن الاتصال بوزارة الخارجية على الفور .
وحتى الآن لزم القادة الإسرائيليون الصمت عموما بخصوص التظاهرات في مصر فيما أمر نتنياهو وزراءه بالامتناع عن الإدلاء بتصريحات.
واكتفى نتنياهو الأحد بالتأكيد أن إسرائيل تريد الحفاظ على السلام مع مصر وكذلك على "الاستقرار والأمن الإقليمي" وذلك على خلفية التظاهرات التي تهدد نظام مبارك .
وأبرمت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل مقابل انسحابها من كافة الأراضي المصرية التي احتلتها في حزيران/ يونيو 1967.
ورغم أن هذا السلام اعتبر "باردا" على الدوام لأنه اقتصر على العلاقات الدبلوماسية بدون أن ينعكس تقاربا بين الشعبين، فقد صمد أمام حربين في لبنان (1982 و2006) وانتفاضتين للفلسطينيين (1987 و2000) وجمود عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.