مبارك يتمسك ببقائه حتى نهاية ولايته والمتظاهرون في ميدان التحرير يرفضون

حضرموت اليوم / متابعات

 بعد يوم طويل من التظاهرات فاق عدد المشاركين فيها مليون شخص في انحاء مصر طالبوا بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، اكد الاخير في كلمة له مساء الثلاثاء انه مصمم على استكمال ولايته عارضا انتقالا سلميا للسلطة لمن سيخلفه بعد ادخال تعديلات على الدستور.

وشهد اليوم الثامن من التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس المصري الثلاثاء اكبر حشد يسجل منذ بدء الحركة الاعتراضية في مصر، حيث شهدت القاهرة والاسكندرية بشكل خاص تظاهرات ضمت مئات الاف الاشخاص ركزوا هتافاتهم على الرئيس مبارك شخصيا مطالبين اياه بالتنحي السريع.

فقد غص ميدان التحرير في القاهرة بمئات الاف الاشخاص الذين توزعوا في حلقات عدة تطلق الهتافات وسط اجراءات امنية مشددة قام بها عناصر الجيش عند مداخل الميدان بالتعاون مع "لجان شعبية" كانت تقوم بتفتيش الداخلين والتدقيق في هوياتهم.

ونزل المتظاهرون الثلاثاء وسط جو من الاطمئنان بعد ان اكد الجيش انه "لم ولن يستخدم القوة ضد الشعب المصري" واصفا مطالبهم بانها "مشروعة".

وفي الاسكندرية، ثاني المدن المصرية، شارك ايضا مئات الاف الاشخاص في تظاهرة ضخمة امام مسجد القائد ابراهيم في وسط المدينة قبل التوجه الى كورنيش البحر، وهم يرددون هتافات تدعو الى رحيل مبارك.

واضافة الى القاهرة والاسكندرية تظاهر ايضا عشرات الالاف في ثلاث مدن في دلتا النيل هي المنصورة وطنطا والمحلة الكبرى.

وفي كلمته المسائية، بدا الرئيس المصري كأنه يخاطب المتظاهرين، فاكد لهم بلهجة غاضبة ان "التاريخ هو الذي سيحكم" عليه، وانه يرفض النفي وس"يموت على ارض مصر".

وسرعان ما جاءه الجواب من المتجمهرين في ميدان التحرير الذين كانوا يستمعون الى كلمته، فهتفوا "ارحل، ارحل، ارحل"، في حين صاح احدهم عبر مكبر للصوت "انه (مبارك) عنيد جدا ولكننا اكثر عندا منه ولن نغادر الى ان يرحل".

وقال مبارك في كلمته "اقول بعبارات واضحة انني لم اكن انوي الترشح" للانتخابات الرئاسية المقبلة" في ايلول/سبتمبر المقبل، مضيفا "لم اكن يوما طالب سلطة (...) كما انني فرد من ابناء قواتنا المسلحة ليس من طبعي التخلي عن الواجب والمسؤولية".

واعتبر ان مسؤولياته هي "استعادة امن واستقرار الوطن لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في اجواء تحمي مصر والمصريين وتتيح تسلم المسؤولية لمن يختاره الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبل".

ولتأمين هذا الانتقال للسلطة عرض مبارك "مناقشة تعديل المادتين 76 و77 من الدستور" بما يعدل شروط الترشح لرئاسة الجمهورية ويقصر الرئاسة على "فترات محددة للرئاسة".

وكان تعديل المادتين 76 و77 مطلبا رئيسيا للمعارضة المصرية منذ سنوات، خصوصا ان التعديل الدستوري الذي ادخله مبارك في العام 2007 وضع شروطا شبه تعجيزية للترشح لرئاسة الجمهورية.

وقال مبارك في تأكيد لبقائه حتى اخر يوم من ولايته "هذا هو عهدي الى الشعب خلال ما تبقى من ولايتي التي اختمها بما يرضي الله والوطن وابنائه".

كما اكد الرئيس المصري انه يرفض النفي تماما، عندما اكد ان مصر هي الوطن الذي "دافعت عنه وسأموت فيه".

وقال كأنه يتوجه الى المتظاهرين ان "حسني مبارك الذي يتحدث اليكم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها (...) ان هذا الوطن العزيز وطني عشت وحاربت من اجله ودافعت عنه وساموت على ارضه وسيحكم التاريخ بما لي وما هو علي".

وبعيد خطاب مبارك، قال مسؤول اميركي كبير لفرانس برس ان ما اعلنه الرئيس المصري لجهة عدم نيته الترشح للانتخابات المقبلة هو كلام "مهم" لكنه قد لا يكون كافيا لتلبية مطالب المتظاهرين.

وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته ان "ما اعلنه الرئيس (المصري) مهم، ولكن ينبغي معرفة ما اذا كان سيرضي مطالب الناس الموجودين في ميدان التحرير".

وكانت "اللجنة الوطنية لتحقيق مطالب الشعب" التي تضم المعارض البارز محمد البرادعي وممثلين لقوى المعارضة الرئيسية ومنها الاخوان المسلمون اعلنت الثلاثاء انها "لن تدخل في تفاوض (مع الدولة) حتى يرحل رئيس الجمهورية عن موقعه".

واعلنت اللجنة التي شكلت قبل يومين انها "لن تدخل في تفاوض حتى يرحل رئيس الجمهورية (حسني مبارك) عن موقعه وعندها يبدأ التفاوض الجماعي من اجل الانتقال السلمي للسلطة وتحقيق مطالب الشعب".

ودعا البرادعي في مقابلة مع قناة العربية الثلاثاء الرئيس المصري الى ان يترك السلطة قبل يوم الجمعة المقبل الذي اطلق عليه المتظاهرون "جمعة الرحيل".

وكان رئيس الحكومة المصرية الجديد احمد شفيق اعلن الثلاثاء ان حكومته هي "في صدد اعادة النظر في كل ما هو قائم"، في اشارة الى التنازلات التي يمكن ان تقدم الى المعارضة لاستيعاب حركات الاحتجاج.

ودعت خمسون منظمة حقوقية مصرية في بيان مشترك صباح الثلاثاء الرئيس المصري الى "الانسحاب حقنا لدماء المصريين".

من جانبه اكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مقابلة مع قناة العربية الثلاثاء دعمه للتغيير في مصر ولكن عبر الحوار، مبديا استعداده لتولي اي منصب لخدمة بلاده اذا ما طلب منه ذلك.

لكن موسى لم يتخذ موقفا مباشرا من المطالبات بتنحية الرئيس حسني مبارك، وقال ان "هذا المطلب يجب ان يكون محل الحوار القادم وان تسير الامور بسلاسة وسلام وبلياقة".

من جهة اخرى، قالت مصادر سياسية مصرية موثوقة ان البرادعي تلقى اتصالات هاتفية من مسؤولين ودبلوماسيين من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لاستطلاع رأيه في مرحلة "ما بعد مبارك" في مصر.

واكدت المصادر ذاتها ان "رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو والسفيرة الاميركية في القاهرة مارغريت سكوبي والسفير البريطاني في العاصمة المصرية دومينيك اسكويث اتصلوا هاتفيا بالبرادعي للاستفسار منه عن رؤيته لكيفية انتقال السلطة اذا ما وافق الرئيس المصري على التخلي عنها".

وتابعت المصادر ان "البرادعي عرض اقتراحين الاول هو تشكيل مجلس رئاسي موقت مكون من ثلاثة اشخاص احدهما عسكري والاثنان الاخران مدنيان، والاقتراح الثاني هو ان يصبح اللواء عمر سليمان رئيسا موقتا -ربما بتفويض من مبارك- خلال فترة انتقالية تشهد حل مجلسي الشعب والشورى واعداد دستور جديد للبلاد واجراء انتخابات نيابية ورئاسية حرة بعد اقرار هذا الدستور".

ا ف ب

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص