مبارك يعلن تنحيه عن السلطة ويسلمها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة

حضرموت اليم / متابعات : وكالات

أعلن الرئيس المصري محمد حسني مبارك تنحيه عن السلطة وتسليمها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الجمعة .

 

وقال نائب الرئيس المصري عمر سليمان اليوم الجمعة في بيان عبر التلفزيون الحكومي "إن الرئيس حسني مبارك قرر التخلي عن منصب رئيس الجمهورية، وترك السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لإدارة شؤون البلاد".

 

وتدفق الملايين من المصريين إلى شوارع القاهرة احتفالاً بتنحى الرئيس مبارك، وخرجت النساء بالزغاريد من بيوتهن يهتفن بنجاح الثورة، في وقت تخطى فيه عدد المتظاهرين في ما سمي "جمعة التحدي" أكثر من مليوني شخص، وامتلأ بهم ميدان التحرير عن آخره.

 

وفور إعلان عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية تنحي الرئيس مبارك تعالت الهتافات والتصفيق في ميدان التحرير وفي جميع أنحاء القاهرة، وعلت الصيحات بانتصار الثورة، فيما يتركز المتظاهرون الآن في ميدان التحرير، ويليه من حيث الكثافة شارع كورنيش النيل أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، كما يتواجد الآلاف في شارع مجلس لشعب أمام مقري البرلمان ورئاسة الوزراء.

 

ولوحظ توجه المسيرات من وإلى منطقة وسط القاهرة قادمة من شارع رمسيس وشارع كورنيش النيل قادمة من الجيزة، كما يتواجد المتظاهرون أعلى كوبرى قصر النيل وعلى مطلع كوبرى 6 أكتوبر من جهة ماسبيرو.

 

وبعد هذا القرار أصبح المجلس العسكري المنعقد بشكل دائم هو الذي سيدير البلاد، وربما تعلن الأحكام العرفية العسكرية، أو تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة شؤون البلاد، وحل مجلسي الشعب والشورى وإجراء انتخابات جديدة، وتأسيس جمعية وطنية لوضع دستور جديد يعبر عن رغبة الجماهير في الديمقراطية.

 

ثورة شباب 25 يناير 2011 التي أسقطت نظام الرئيس حسني مبارك :

اندلعت الاحتجاجات يوم الثلاثاء 25 يناير/ كانون الثاني عندما خرج آلاف من المصريين إلى وسط القاهرة في ميدان التحرير بعد حملة داخلية استلهمت ما حدث في تونس أطلق عليها اسم "يوم الغضب".

 

وجاء رد الشرطة على المتظاهرين برشقهم بقنابل الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه لكن المحتجين لم يتزحزحوا عن موقفهم.

 

وواصل المحتجون منذ ذلك الوقت مظاهراتهم الضخمة بشكل يومي في عدة مدن رئيسية في مصر بما فيها القاهرة والإسكندرية والسويس والإسماعيلية وذلك في تحد لقرار حظر التجول الذي فرضته السلطات العسكرية المصرية.

 

واتسمت المظاهرات بالطابع السلمي بشكل عام لكن أكثر من 100 شخص قتلوا في اشتباكات مع الشرطة.

 

وهدف المحتجون إلى إجبار الرئيس المصري حسني مبارك البالغ من العمر 82 عاما، على التنحي، بعد ثلاثين عاما قضاها في السلطة. ويقولون إنهم ملوا من عقود من الفقر والقمع وتزوير الانتخابات والفساد وارتفاع معدلات البطالة وتفشي سوء معاملة المصريين من طرف الشرطة.

 

من هم اللاعبون الأساسيون؟

لم تكن شخصية واحدة من قادت المعارضة ضد الرئيس مبارك إذ إن المحتجين يمثلون طيفا واسعا من المجتمع المصري سواء كانوا من الشباب أو المسنين، من الأغنياء أو الفقراء، من العلمانيين أو الإسلاميين. هنا بعض اللاعبين الرئيسيين:

 

الجيش: تعتبر المؤسسة العسكرية لاعبا رئيسيا ويعتبرها كثيرون صمام الأمان .

 

حركة 6 أبريل: حركة شبابية تعمل على تنظيم فعاليات داعية للديمقراطية. وكانت هذه الحركة الشبابية المعارضة إحدى القوى التي نظمت مظاهرات الثلاثاء 25 يناير/ كانون الثاني.

 

محمد البرادعي: حائز على جائزة نوبل للسلام والمدير السابق لمنظمة الطاقة الذرية في فيينا. وتفيد التقارير أنه شارك قادة مختلف جماعات المعارضة في اجتماعات بشأن الاتفاق على استراتيجية للمرحلة المقبلة.

 

حركة الإخوان المسلمين: وهي أكبر حركة معارضة في مصر قامت بأدوار خلفية في الاحتجاجات خشية تعرضها لقمع شديد.

 

حزب التجمع: وهو تنظيم يساري يمثل المعارضة البرلمانية حاليا.

 

حزب الوفد: لا يتمتع بجماهيرية واسعة لكنه كان يقود المعارضة البرلمانية.

 

حزب الغد: وهو من القوى الحاضرة دائما في الاحتجاجات ويشتهر مؤسسه أيمن نور بترشحه للرئاسة.

 

 محمد حسني مبارك (نبذة عن حياته)

محمد حسني سيد مبارك وشهرته حسني مبارك (4 مايو 1928 -):

 

 هو الرئيس الرابع لمصر. تقلد الحكم في مصر رئيسا للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية ورئيس الحزب الوطني الديمقراطي بعد اغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر 1981، بصفته نائب رئيس الجمهورية. تعتبر فترة حكمه رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية - من الذين هم على قيد الحياة حاليا، بعد الرئيس الليبي معمر القذافي والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والرئيس اليمني علي عبد الله صالح والأطول بين ملوك ورؤساء مصر منذ محمد علي باشا. مارس بصفته رئيس لمصر دورا مهما في المنطقة العربية وعرف بموقفه الداعم للمفاوضات السلمية الفلسطينية - الإسرائيلية.

 

مرحلته الأولى

أنهى مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة المساعي الثانوية بشبين الكوم، ثم التحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949، وتخرج برتبة ملازم ثان. والتحق ضابطا بسلاح المشاة، باللواء الثاني الميكانيكي لمدة 3 شهور، وأعلنت كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة بها، من خريجي الكلية الحربية، فتقدم حسني مبارك للالتحاق بالكلية الجوية، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، وتخرج في الكلية الجوية، حيث حصل على بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس 1950. وفي عام 1964 تلقي دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفياتي

 

الوظائف

تدرج في الوظائف العسكرية فور تخرجه، حيث عين بالقوات الجوية في العريش، في 13 مارس 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان عام 1951 للتدريب على المقاتلات، واستمر به حتى بداية عام 1953، ثم نقل إلى كلية الطيران ليعمل مدرسا بها، فمساعدا لأركان حرب الكلية، ثم أركان حرب الكلية، وقائد سرب في نفس الوقت، حتى عام 1959. تم أسره رفقة ضباط مصريين بعد نزولهم اضطراريا في المغرب على متن مروحية خلال حرب الرمال التي نشبت بين المغرب والجزائر.

 

سافر في بعثات متعددة إلى الاتحاد السوفيتي، منها بعثة للتدريب على القاذفة إليوشن ـ 28، وبعثة للتدريب على القاذفة تي ـ يو ـ 16، كما تلقى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي (1964 ـ 1965م). أصبح محمد حسني مبارك، قائداً للواء قاذفات قنابل، وقائداً لقاعدة غرب القاهرة الجوية بالوكالة حتى 30 يونيو 1966.

 

وفي يوم 5 يونيه 1967، كان محمد حسني مبارك قائد قاعدة بني سويف الجوية. عُين مديرا للكلية الجوية في نوفمبر 1967م، وشهدت تلك الفترة حرب الاستنزاف، رقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969، وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائداً للقوات الجوية في أبريل 1972م، وفي العام نفسه عُين نائباً لوزير الحربية.

 

قاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، ورقي اللواء محمد حسني مبارك إلى رتبة الفريق في فبراير 1974. وفي 15 أبريل 1975، اختاره محمد أنور السادات نائباً لرئيس الجمهورية، ليشغل هذا المنصب (1975 ـ 1981م). وعندما أعلن السادات تشكيل الحزب الوطني الديموقراطي برئاسته في يوليو 1978م، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلاً من حزب مصر، عين حسني مبارك نائبًا لرئيس الحزب. وفي هذه المرحلة تولى أكثر من مهمة عربية ودولية، كما قام بزيارات عديدة لدول العالم، ساهمت إلى حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر.

 

 وفي 14 أكتوبر 1981م تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفاً للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981م، أثناء العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973م. وفي 26 يناير 1982م انتخب رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي.

 

مبارك في الحكم

14 أكتوبر 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية ،باستفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له عندما كان صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب في ذلك الوقت الرئيس المؤقت لمصر بعد اغتيال السادات.

 

5 أكتوبر 1987 أُعيد الاستفتاء عليه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية ثانية

 

1993 أُعيد الاستفتاء عليه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية ثالثة

 

26 سبتمبر 1999، أُعيد الاستفتاء عليه رئيساً للجمهورية لفترة رئاسية رابعة،

 

كما تم انتخابه لفترة ولاية جديدة عام 2005 في أول انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر عقب إجراء تعديل دستوري في ظل انتخابات شهدت أعمال عنف واعتقالات لمرشحي المعارضة.

 

التعديل الدستوري في انتخاب الرئيس

رغم أن التعديل تم وفق الآليات والوسائل الدستورية التي يسمح النظام الدستورى المصري إلا أنه قد ارتبط بالتعديل وجود جدل سياسي وظهور معارضة سياسية للتعديل وذلك للشروط التي وضعت للمرشحين والتي تجعل الترشح للمنصب من جانب الشخصيات ذات الثقل السياسي أمر مستحيل.وهو الأمر الذي كان يراه البعض يتوافق مع ضرورة صيانة منصب الرئاسة ووضع الضمانات الشعبية للترشح ولكن تم طلب التعديل ثانية بعد أقل من عامين من طلب التعديل الأول بالإضافة إلى 33 مادة أخرى، معارضة التعديل تبنتها قوي شعبية عديدة الي جانب أحزاب المعارضة المصرية ورغم ذلك دخلت بعض قيادات المعارضة الرسمية العملية الانتخابية على منصب الرئيس بنفس الآلية الدستورية التي رفضوها، وقد فاز حسني مبارك في هذة الانتخابات بنسبة كبيرة من واقع صناديق الاقتراع برغم تشكيك المعارضة في مصداقيتها، وإدعائها اشتيابها الكثير من التجاوزات والرشاوي الانتخابية بصورة واسعة ومكثفة.

 

وقد أكد بعض الفقهاء الدستوريون أن ما حدث في مصر من فتح باب الترشح والاختيار بين أكثر من مرشح يعد حدثا تاريخيا يتوافق مع النموذج الدستوري الذي كانوا ينادون به في مؤلفاتهم منذ وجود الدستور المصري الحالي. مع وجود تحفظات قانونية لديهم، بسبب اعتقاد بعض الدستوريين أن الأشخاص الذين سيرشحون الرئيس بوجود هذه القيود الشديدة ليس لديهم القدرة على النجاح في الاستثناء الممنوح لاول انتخابات بعد التعديل في 2005 وباستحالة الترشح بعدها ومما أكد هذا التفسير هو طلب التعديل لنفس المادة أواخر 2006. بينما يذهب الكثيرون أن ماحدث هو "سيناريو لتوريث الحكم" لنجل الرئيس جمال مبارك.

 

أعيد انتخابه رئيساً للجمهورية خلال استفتاء علي الرئاسة في أعوام 1987 و1993 و1999 و2005 لخمس فترات متتالية وطالب الكثيرين بتعديل الدستور ليسمح بتعدد المرشحين لرئاسة الجمهورية وان يصبح بالانتخاب المباشر عوضا عن الاستفتاء [ما هي؟] ؛ وبذلك تكون فترة حكمه من أطول فترات الحكم في المنطقة العربية.

 

 في فبراير 2005 دعي حسني مبارك الي تعديل المادة 76 من الدستور المصري والتي تنظم كيفيه اختيار رئيس الجمهورية وتم التصويت بمجلس الشعب لصالح هذا التعديل الدستوري الذي جعل رئاسة الجمهورية بالانتخاب المباشر لأول مرة في مصر من قبل المواطنين وليس بالاستفتاء كما كان متبعا سابقا.

 

شهد عصره تزايد الاضرابات العمالية وانتشار ظاهرة التعذيب في مراكز الشرطة، واستفحال ظاهرة العنف ضد المرأة.

 

وازداد عدد المعتقلين في السجون، إذ وصل عدد المعتقلين السياسيين إلى ما يقرب من ثمانية عشر ألف معتقل إداري ، وحسب تقدير ورد في كتاب من تأليف الصحفي عبد الحليم قنديل وصل عدد العاملين في أجهزة الأمن المصرية" 1.7 مليون ضابط وجندي ومخبر، وهو ما يعني أن هناك عسكريا لكل 47 مواطنا مصريا" حسب الكتاب.

 

ومنذ توليه الرئاسة ظل تطبيق قوانين الطوارئ ساريا إلى الآن.

في مايو 2007 عارض الرئيس مبارك بشدة مشروع مفترض لبناء جسر بري يربط مصر والسعودية عبر جزيرة تيران في خليج العقبة بين رأس حميد في تبوك شمال السعودية، ومنتجع شرم الشيخ المصري  لتسيير حركة تنقل الحجاج ونقل البضائع بين البلدين ولكن الرئيس رفض حتي لا يؤثر علي المنتجعات السياحية في مدينة شرم الشيخ.

 

حسب تصنيف مجلة باردي الأمريكية يعتبر حسني مبارك الديكتاتور رقم 20 الأسوء على مستوى العالم لعام 2009 بينما حل في المركز السابع عشر في عام 2008 لنفس القائمة.

 

حسب تصنيف فورين بوليسى الأمريكية يحتل الرئيس محمد حسني مبارك المركز الخامس عشر في قائمة فورين بوليسي (أسوء السيئين) لعام 2010 حيث تعتبره فورين بوليسي "حاكم مطلق مستبد يعانى داء العظمة وشغله الشاغل الوحيد أن يستمر فى منصبه، ومبارك يشك حتى فى ظله وهو يحكم البلاد منذ 30 عاما بقانون الطوارئ لاخماد أى نشاط للمعارضة ويجهز ابنه جمال حاليا لخلافته"، وأضافت فورين بوليسى الأمريكية أنه "لا عجب أن 23 % فقط من المصريين أدلوا بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2005" الرئيس مبارك يحكم مصر منذ 29 عاما..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص