حضرموت اليوم / متابعات
عاد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى بلاده بعد ظهر الأربعاء بعد غياب دام نحو ثلاثة أشهر أجرى خلالها عمليتين جراحيتين في الظهر بنيويورك أمضى بعدها فترة نقاهة واستكمال للعلاج الطبيعي في قصره بالمغرب، وذلك في ظل تغيرات سياسية وحركات احتجاجية واسعة في المنطقة.
وبينما كانت الطائرة الملكية تحط على إرض مطار الملك خالد في الرياض، كان رجال يرقصون رقصة العرضة التقليدية فيما اصطف الامراء والوزراء واعيان المملكة لاستقبال الملك.
ووقفت نساء بالعباءات السود والنقاب في مكان منفصل وحملن الاعلام السعودية وصور العاهل السعودي احتفاء بعودته.
وصافح الجمع الملك الذي لاقى مستقبليه جالسا على مقعد.
وكان بين مستقبلي الملك السعودي نظيره البحريني حمد بن عيسى آل خليفة الذي تشهد بلاده حركة احتجاجية مطالبة بالاصلاح السياسي اضافة الى ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الامير نايف بن عبدالعزيز.
ويتوقع أن يبحث الملكان الوضع في البحرين، المملكة الاستراتيجية الصغيرة والقريبة جدا من السعودية جغرافيا وسياسيا وثقافيا.
وبعد استقباله في المطار، استقل الملك عبدالله سيارته وسار في موكب ضخم احاطت به الحشود المرحبة.
ويعود الملك عبدالله إلى شرق أوسط مختلف تماما. فأثناء فترة غيابه، شهد العالم العربي سلسلة من الانتفاضات الشعبية التي اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري، حليف السعودية، حسني مبارك.
وتوسعت التحركات الاحتجاجية ايضا إلى البحرين، شريكة المملكة في مجلس التعاون الخليجي، كما تشهد ليبيا انتفاضة دموية ضد العقيد معمر القذافي.
وبغياب الملك ايضا، استضافت السعودية الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته.
وقد تكون علاقات المملكة مع الادارة الجديدة في تونس مرشحة للتوتر بعد طلب الحكومة التونسية رسميا من السعودية تسليم بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي.
وفي موازاة هذه الأجواء الاقليمية، أمر العاهل السعودي لمناسبة عودته إلى المملكة الاربعاء بسلسلة تقديمات اجتماعية بينها زيادة للاجور في القطاع العام، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية.
ونشرت الوكالة عدة مراسيم ملكية أكد فيها الملك انه امر بالتقديمات "لتوفير أسباب الحياة الكريمة لابنائنا وبناتنا من المواطنين وتخفيفا للاعباء عليهم بما يحفظ للانسان حقه في العيش الكريم".
ومن أبرز هذه التقديمات تثبيت علاوة غلاء معيشة بنسبة 15 بالمئة ودعم رأس مال صندوق التنمية العقارية وميزانية الهيئة العامة للاسكان.
وأمر الملك ايضا برفع رأس مال البنك السعودي للتسليف والادخار وبرفع الحد الاعلى لعدد الافراد في الاسرة التي يشملها الضمان الاجتماعي من ثمانية افراد الى 15 وتقديم دعم مالي للاندية الادبية والرياضية. كما أمر بالافراج المشروط عن سجناء الديون.
وأعلن ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز يوم السبت المقبل يوم اجازة في السعودية للاحتفال بعودة الملك تضاف إلى اجازة نهاية الاسبوع الخميس والجمعة.
ومن المنتظر أن يعلن الملك السعودي عن تشكيل حكومي جديد لانتهاء مدة الحكومة الحالية منذ اكثر أسبوعين واتخاذ عدد من القرارات الإصلاحية إضافة إلى قرارات تتعلق بمشاريع تنموية جديدة وتقليص حجم البطالة في المملكة المنتج الأول للنفط في العالم.
ومن المتوقع أيضا حدوث تغييرات في أسماء المناطق والوزراء وشاغلي مراتب الوزراء ونواب الوزراء الذين يعينون بأمر ملكي.