الشيخ عائض القرني يطالب صالح بالاستقالة الفورية (نص الرسالة)

حضرموت اليوم / متابعات

طالب الشيخ عائض القرني الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في رسالة عاجلة ، بتقديم استقالة فورية عاجلة لحقن الدماء وجَمْع الشمل وإنهاء الصدامات والاضطرابات التي تشهدها البلاد ، وبأن يختم فترة رئاسته بخاتمة حسنة بالتنازل الفوري عن الرئاسة للشعب اليمني.

مؤكداً أن هذا ليس وقت أكثرية ولا أقلية ، بل وقت فتنة. .. ودعا الشيخ عائض القرني الشعب اليمني إلى أن يقابل هذه الاستقالة الفورية العاجلة - إن حصلت - بالتثمين والتقدير والعفو والصفح وحفظ مكانة الرئيس.

 

   وفيما يأتي نص رسالة الشيخ عائض القرني للرئيس اليمني كما وردت في موقع سبق السعودي:

 

الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية - وفقه الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:

انطلاقاً من واجب النصح الذي أوجبه الله على طلبة العلم والدعاة ، وعملاً بقوله تعالى { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً }، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "الدين النصيحة ، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وقد سبق لي أن سعدت بزيارة اليمن والشفاعة لديكم لبعض طلبة العلم ، وكان لكريم استجابتكم الأثر الطيب في نفوسنا ، وحرصاً على سلامة اليمن ووحدته وأمنه ، وحقناً لدماء أبنائه ، وصوناً لمقدراته ومكتسباته ، وقطعاً لدابر الفتنة ، وحفاظاً على ما قدمتموه لليمن من مواقف إيجابية كالوحدة بين شطري اليمن وتوقيع معاهدة الحدود التاريخية مع السعودية وغيرها من الإنجازات التي أسهمتم بها لشعبكم اليمني العظيم ، وحفاظاً على حياتكم وسلامتكم أيضاً ، فإنني أدعوكم دعوة مشفق حريص ناصح إلى تقديم استقالة فورية وعاجلة وشجاعة ، تليق بشجاعتكم ومروءتكم ، تحقنون بها الدماء ، وتجمعون بها شَمْل اليمن ، وتنهون بها الصدامات والاضطرابات ، وعلى هذا أسألكم بالله العظيم ملك الملوك الجبار القهار أن تختموا فترتكم الرئاسية بخاتمة حسنة بالتنازل الفوري عن الرئاسة للشعب اليمني العظيم ؛ فقد تنازل الحسن بن علي - رضي الله عنهما - عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - حقناً لدماء الأمة وجمعاً لشملها ، وأما ما سمعناه من مقولة: إن اليمن بعدكم سوف يدخل في حرب أهلية وفوضى وفتن فالأمر بيد الله ، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ثم للحكمة اليمنية الراشدة المشهود لها من سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ، ثم إن الله - عز وجل - لم يعلق حياة الناس وأمنهم وسعادتهم بشخص من عباده كائناً مَنْ كان ، وأنتم تعلمون أن الشعب اليمني دبَّر أمره في أحلك الظروف حتى انتصر على الأحابيش والإنجليز والأتراك ، وقد سبق لعلماء اليمن أن نصحوا الإمام يحيى حميد الدين فلم يقبل نصحهم ، وزعم أن اليمن بعده سوف يضيع ؛ فذهب مقتولاً ، وبقي اليمن ، وتولى ابنه أحمد حميد الدين فكتب له سبعون من علماء اليمن ينصحونه بالتنازل وترك السلطة فسجنهم وقُتل هو، وبقي اليمن ، وكذلك من بعدهم من الرؤساء كالسلال والأرياني والحمدي والغشمي ، ذهبوا جميعاً ، وبقي اليمن شامخاً منتصراً مرفوع الهامة.

وأما قضية أن معكم الأكثرية فهذا ليس وقت أكثرية ولا أقلية ؛ لأنه وقع قتل وفتنة ومصادمات ، فلو تضرر عشر الشعب في حياته وماله وعِرْضه وأمنه بسبب وجود حاكم لوجب على هذا الحاكم أن يسعى لدفع الفتنة ، ولو أدى الأمر لاستقالته ، وعلى هذا فرجاؤنا في مقامكم الكريم الاستجابة لنداء عقلاء وأحرار العالم شرقييه وغربييه ونداء الإخوان والجيران بقرار تاريخي تدخلون به سِجل الرؤساء الذين قدموا لشعوبهم الكثير وضحوا بالسلطة حقناً للدماء ، وقد قضيتم في السلطة أكثر من 30 سنة ، وفيها مغانم ومغارم كافية ، فالله الله بأمتكم وشعبكم وتاريخكم.

وفي المقابل فإنني أدعو الشعب اليمني الحُرّ العصامي إلى أن يقابل هذه الاستقالة الفورية العاجلة - إن حصلت - بالتثمين والتقدير والعفو والصفح وحفظ مكانة الرئيس الذي ناضل كثيراً من أجل وطنه وشعبه.

 

حفظ الله اليمن من كل مكروه ، وجمع شمله على البر والتقوى. وصلى الله على محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

 

أخوكم الدكتور/ عائض بن عبد الله القرني

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص