إن تعلق الشاب بشاب آخر شي طبيعي إذا كان لسبب محدد كالتعاون على حفظ القرآن الكريم أو مراجعة دروس المدرسة أو إنجاز عمل ما . لكن ما سنتحدث عنه هو أن يتعلق شاب بشاب أو فتاة بفتاة أو شاب بفتاة والعكس فلا تراه يمشي إلاّ معه ، ولا يذاكر إلاّ معه ، ويدور في فلكه ويدخل التخصص الذي هو يختار له ويربط حياته به ، ويقضي معظم وقته معه ..
فإذا كان ذلك الشاب سعيدا تراه أسعد وإذا حزن لا يهدأ له بال ولا يروق له حال ، بل يشعر كأن الدنيا أظلمت أمامه ، بينما لو زعل عليه أو هجره هنا المصيبة الكبرى تتوقف حياة هذا الشاب تماماً ويضطرب نفسياً وتسوء علاقته بنفسه وأهله وبقية الناس بل وتتدهور صحته ..
أخي الحبيب : أنت أكبر من أن تعلق نفسك بغير خالقك ، أنت أهم من ذلك الشخص الذي علقت قلبك به .. الحياة لها قيمة وقيمتها بما تنجزه فيها ، فارسم أهدافك من الحياة واسع لتحقيقها ووسع علاقتك بالناس لكن بشرط أن لا يعيقك عن تحقيق أهدافك وطموحاتك الدنيوية والأخروية ، فحياتك أغلى من حيات غيرك ووقتك أهم فلا تضيعه لترضي فلاناً وتحادث آخر وإلا ضاع عمرك هدراً في حين أن الأذكياء يتسابقون للحصول على درجات الشرف ، فإذا لم تشغل نفسك بتحقيق أهدافك كنت أنت وسيلة لتحقيق أهداف غيرك وضحية لهم . ولا تنس أخي العزيز أنك محاسب عن كل شيء تعمله : يقول الله تعالى : (( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )) فلا تعمل إلاّ ما ينفعك ويصلح دنياك وأخراك ، وهنا تأتي أهمية اختيار الأصدقاء الصالحين الناجحين الذين سيكونون عوناً لك للوصول لأعلى المراتب في الدنيا والآخرة . قال عليه الصلاة والسلام : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) .
بقلم : سالم باشعيب