تكلمي جهينة ..!!

الحقيقة كما هي ـ دون تجميل ولا تزوير ـ كم نحتاجها جميعا في اليمن .. نفتقر بشدة كشعب إلى معرفة وفهم حقيقة ما يجري على ساحتنا من أحداث ووقائع , نطمع لشيء يسير من البيان الشافي لما يدور حولنا سياسيا وعسكريا واجتماعيا , نريد التحول إلى شعب يدرك أبعاد كل حدث وملحمة وآثار كل واقعة وحملة , بدلا من شعب تتقاذفه رياح المصالح الخاصة وتشتته عواصف المذهبية والمناطقية وتعبث به أعاصير تصفية الحسابات .

كم تمر علينا احداث جسام ووقائع عظيمة نحتار في دلالاتها , ويكثر فيها التأويل والتحليل ويتشعب فيها الكلام والاتهام , وكل خائض فيها يوظفها لصالح توجهه وأهدافه , وتنتشر على حاشية الأحداث ميكروبات الإشاعة والكذب وفيروسات التشويه والتعصب باذلة جهدها لتجعل من الحدث سلاحا قاتلا تذبح به مصداقية الدولة وثقة الأمة فيها .

والدولة أمام هذا صامتة لا تبالي , تاركة الحبل لكل سقاء حتى يرمي في بئرها من دلوه بما شاء , والباب مفتوحا ليدخل منه كل عدو ذميم وخصم لئيم .

ولا يملك المواطن إلاّ أن يتأول صمتها بأنه دليل عدم مصداقية ما تدعيه أمامه , أو أنها فعلا تشارك في أحداث مرسومة بتخطيط مقنن وبتنفيذ متقن .

إن تهاون حكومتنا وممثليها بالمحافظات في عدم سرعة البيان اللازم لملابسات أي حدث يهتم له الرأي العام لهو أمر خطير وله انعكاسات سترتد عليهم يوما بما لا يطيل عمرهم على كرسي الولاية والإدارة .

ففي ظل هذا الصمت سيجد المواطن ـ المساند للدولة ـ نفسه يستقي معلوماته من جهات أخرى تقف من الدولة موقف التنافس المذموم أو العداء الصارخ , مما سيحوله مع الوقت إلى خصم لها لا محالة .

كمواطنين نريد أن نعرف الحقيقة من مصدرها وأن نفهم الحدث من منبعه بكل صدق ووضوح ودون ميلان ولا تزوير , نحتاج إلى صراحة ترسخ فينا الثقة بأن طاقم سفينتنا يقودنا نحو الأمان والخير .

نحتاج إلى من يزيح عن عقولنا جدار التساؤلات المحيرة ومن قلوبنا غشاوة الشكوك المثيرة . نريد أن نعرف الحقيقة عن حروب الحوثي ! من يديرها ؟! ولماذا هي كر وفر بلا حسم ؟! ومن أين تجد سلاحها ودعهما ؟ وعن القاعدة ! من وراءها ؟! كيف فروا من عزان ؟! وكيف دخلوا سيئون ؟! من أي سرداب يظهرون ؟ ومع أي نفق يهربون ؟ ومن يمول تغذيتها ومعيشتها وتسليحها ووسائل تنقلها وهم بتلك الأعداد الجمة !

وعن المخلوع لماذا هو باق في صنعاء وتهوي إلى قصره فئات من بقايا نظامه وممن تضررت مصالحهم وتراجعت مراكزهم ليمثل لهم رمزا في البقاء والنجاة .

وعن المخربين من يقف وراءهم ويرسم مخططهم ؟. يريد المواطن أن يعرف سريعا حقيقة بسيطة عن قذيفة إذا أُطلقت وأصابت أو قتلت مواطنين في منازلهم أو سياراتهم أو أسواقهم ! من وراءها ؟ خطأ هي أم مقصودة ؟ وما تم من جزاء على من أخطا وعقاب على من تعمد .

الحقيقة تبخل بها حكومتنا علينا , ربما من باب الرأفة بنا فلا تريد إثقال كاهلنا بتلك الهموم , أو هو عدم الاهتمام بأمرنا ومكانتنا .

فنحن في نظرها توابع علينا الصمت وانتظار ما تسفر عنه الأحداث والمواجهات والدخول في طاعة المنتصر بلا جدال !! أو أننا نكرات لا يهم كثيرا فهمنا على مسيرة الأحداث وخارطة الغايات .

الشعب يريد من جهينته الخبر اليقين . وهي ممتنعة عن البيان الشافي المتين . ويتساءل الجميع ! هذا الصمت لماذا ؟! وإلى متى ؟!.

 بقلم : أبو الحسنين محسن معيض

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص