الاضطرابات في الشرق الاوسط تدفع السياح العرب إلى تركيا

حضرموت اليوم / متابعات

بدأ السياح العرب يتوافدون بأعداد كبيرة على تركيا هذا العام هربا من حرارة الصيف في بلادهم في الوقت الذي تسببت فيه ثورات "الربيع العربي" في احجام الكثير من الزائرين عن التوجه للمنتجعات التقليدية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وساعد اهتمام العرب بالثقافة التركية بدءا بالمسلسلات التلفزيونية والموسيقى والاطعمة وانتهاء باصلاح تركيا لتاريخها العثماني في تدفق أعداد كبيرة من السائحين العرب.

 

ويقصد الكثير من العرب اسطنبول العاصمة الامبراطورية القديمة لاقامة أعراسهم. ويتمتع الكثيرون بالخدمات التي يقدمها قطاع متنام في تركيا يلبي احتياجات المسلمين المتدينين الاثرياء بفنادق بها أحواض سباحة منفصلة للجنسين ومناطق شاطئية مخصصة للرجال وأخرى للنساء ولا تقدم الخمور.

 

وقال وزير السياحة والثقافة التركي أرطغرل جوناي "تركيا لديها بعض وسائل الجذب الخاصة للسياح العرب. وعلاوة على ذلك فنحن جزء من العالم الاسلامي وعندما يحضرون إلى هنا يجدون مناخا مألوفا حيث يستطيعون تناول الطعام والمشروبات بحرية طبقا لتقاليدهم الخاصة ومتطلباتهم الدينية. معايير النظافة في تركيا صارمة للغاية. ولان الطقس في الدول العربية حار بشكل لا يحتمل مقارنة بتركيا فإن السائحين العرب يهتمون كثيرا بالمواقع السياحية التي تم تطويرها حديثا في شمال تركيا لا سيما في منطقتي مرمرة والبحر الأسود".

 

وذكر الوزير ان تركيا شهدت زيادة كبييرة في عدد السياح هذا العام. وأضاف "تزايد عدد السائحين بنحو 15 في المئة في النصف الاول من عام 2011. وبالنظر إلى مؤشرات الصعود والهبوط التي لا يمكن التنبؤ بها في الفترة القادمة فإننا نقدر زيادة عشرة في المئة لعام 2011 وهو ما يعني 2.5 مليون سائح اضافي ولهذا نتوقع ان يتراوح عدد الزوار هذا العام ما بين 30 و31 مليون زائر".

 

وفي حين لايزال الالمان والروس والبريطانيون يتصدرون قائمة السائحين ومعظمهم تغريهم عروض الاقامة الكاملة منخفضة التكلفة في تركيا فان زيادة كبيرة طرأت على أعداد السائحين العرب الذين ينفقون ببذخ.

 

وفي متاجر الهدايا يقول التجار انهم يستطيعون بالكاد تلبية طلبات الزبائن الذين ينفقون بشكل كبير من الشرق الاوسط.

 

وقال بائع يدعى كمال بور في متجر لبيع الهدايا بإحدى المناطق السياحية في اسطنبول "اهتمام العرب بتركيا له تأثير ايجابي على تجارتنا. لدينا عشرات الزبائن من الدول العربية بالاضافة إلى إيران وزادت مبيعاتنا بنحو 150 في المئة".

 

واسطنبول هي أكبر مدينة في تركيا وبها قصور ومساجد ترجع لعصر الدولة العثمانية فضلا عن اسواق قائمة من قرون هي الوجهة المفضلة للسائحين الذين يزورون تركيا.

 

تتجول عشرات الخليجيات مع أطفالهن في واحد من أفخم المراكز التجارية في اسطنبول ويحملن اكياسا عامرة بالملابس الداخلية والاحذية ولعب الاطفال.

 

وقال سائح يدعى منصور محمد "والله بالنسبة للأسعار.. الأسعار معقولة. يعني في بعض الماركات العالمية متقاربة مع بعض الدول. بعضها إذا كان فيه فروق في الأسعار فلوجود ضرائب. ولكن بصفة عامة الأسعار معقولة".

 

والسياحة مصدر مهم للعملات الاجنبية في تركيا وتساعد في سد العجز في ميزان المعاملات الجارية الذي ارتفع 77 في المئة على أساس سنوي الى 7.68 مليار دولار. وتجاوزت عائدات تركيا من السياحة 25 مليار دولار عام 2010 ويتوقع المسؤولون تحقيق مبالغ اكبر في عام 2011. ومن المتوقع أن يزور تركيا اكثر من 30 مليون سائح بحلول نهاية العام مقابل 28.6 مليون العام الماضي.

 

لكن رغم توافد المزيد من العرب على تركيا تراجع عدد السائحين الاسرائيليين الذين زاروا البلاد بين يناير كانون الثاني ومايو أيار بنسبة 59 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

 

وتدهورت العلاقات بين الدولتين اللتين كانتا حليفتين وثيقتين حين اعتلى جنود من القوات الخاصة الاسرائيلية متن سفينة ضمن قافلة مساعدات دعمتها تركيا كانت متجهة الى غزة العام الماضي مما أسفر عن مقتل تسعة نشطاء أتراك.

 

تركيا ـ رويترز

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص