حضرموت اليوم / متابعات
يواصل ثوار ليبيا التدفق على العاصمة طرابلس لدعم عملية التحرير التي أطلقتها خلايا الثوار من داخل المدينة أمس السبت ولا تزال متواصلة، وسط مؤشرات بقرب انهيار نظام العقيد معمر القذافي الذي تعرض مقره في بلدة العزيزية لقصف جديد من طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأفاد مراسل الجزيرة بأن أرتال الثوار بدأت تتحرك من مختلف الاتجاهات نحو طرابلس انطلاقا من المدن والبلدات التي تمكنت في الأيام الماضية من السيطرة عليها، في تطورات ميدانية غير مسبوقة منذ اندلاع الثورة في فبراير/شباط الماضي.
وقال المراسل إن ثوار الجبل الغربي يدخلون طرابلس من جهة جنزور عند المدخل الغربي. وفي وقت سابق قال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن قافلة من نحو مائة آلية تقل الثوار كانت قادمة من جبل نفوسة (غرب البلاد).
وقبل ذلك بساعة سيطر الثوار على ثكنة تقع في "الكيلو 27" على الطريق نفسه واستولوا على ما فيها من أسلحة وذخيرة وفقا للمصدر نفسه. وكانت هذه الثكنة أكبر عقبة في طريق تقدم الثوار إلى العاصمة من الزاوية (50 كلم غرب العاصمة).
وتمت السيطرة على تلك الثكنة بعد معارك أوقعت الكثير من الجرحى. وفي نفس العملية تمكن الثوار من إطلاق عشرات السجناء من سجن قريب من الثكنة وتم نقلهم في عربات وسط القصف.
كما أفاد مرسل الجزيرة بأن الثوار حرروا أيضا آلاف السجناء من سجن الجُديدة في العاصمة.
وقال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن عملية تحرير طرابلس تتواصل بالتنسيق بين المجلس والثوار (داخل وخارج طرابلس) وحلف شمال الأطلسي، متوقعا أن تستمر لعدة أيام إلى أن تتم محاصرة القذافي.
وتوقع المتحدث أن يتم إنهاء حكم القذافي حسب إحدى سيناريوهين: الاستسلام أو الفرار خارج طرابلس واللجوء إلى الخارج أو إحدى المدن الليبية.
وفي خضم التحركات المتسارعة نحو العاصمة قال مراسل الجزيرة إن الثوار تمكنوا أيضا من بسط السيطرة على مدينة ترهونة (60 كلم جنوب طرابلس).
قتال بالداخل
وبينما يتدفق الثوار من خارج طرابلس يواصل ثوار آخرون القتال داخلها، وأفاد مراسل الجزيرة بأن هناك اشتباكات متواصلة في أحياء بن عاشور وفشلوم وزاوية الدهماني داخل طرابلس، بعدما تمكن الثوار من بسط سيطرة كاملة على أحياء تاجوراء وسوق الجمعة وعرادة والسبعة بالعاصمة.
وفي وقت سابق قال مراسل الجزيرة إن الثوار قتلوا أكثر من ثلاثين وأسروا نحو مائة من كتائب القذافي بينهم لواء بسلاح الجو. كما أعلن الثوار سيطرتهم على مقر شركة هواتف نقالة، وقالوا إنهم يحاولون التقدم باتجاه مقر الإذاعة.
وحسب رويترز فإن كلا الجانبين -الثوار والكتائب- يسعى للسيطرة على أسطح المنازل، حيث بالإمكان إعداد مواقع لإطلاق النيران استعدادا -على ما يبدو- لموجة جديدة من القتال أثناء الليل.
وكان الثوار قد أعلنوا أمس انطلاق عملية تحرير طرابلس بانتفاضة بدأت من داخلها وبتنسيق مع الناتو. وقد نشرت على الإنترنت صور تظهر ثوار المنطقة الشرقية في طرابلس يعلنون بدء ما سموها "عملية فجر عروس البحر" لتحرير العاصمة الليبية.
قصف العزيزية
في غضون ذلك قصفت طائرات الناتو مقر القذافي في العزيزية (30 كلم جنوب العاصمة) ومواقع لكتائب القذافي في مطار معيتيقة بطرابلس.
وفي وقت سابق قال أحد النشطاء المعارضين في طرابلس إن قوات القذافي نشرت قناصة على أسطح المباني حول باب العزيزية مقر القذافي.
وأفادت رويترز بأن وحدات من الثوار تتجمع جنوبي طرابلس استعدادا لمهاجمة العزيزية، لكن لا يعرف حاليا مكان وجوده.
وقال الصحفي المعارض والناشط المقيم في بريطانيا عاشور شمس إن فرص القذافي لخروج آمن تتضاءل مع مرور الوقت، مضيفا أنه كلما بقي في ليبيا تقلصت قاعدته وأصبح من الأسهل أن يلقى القبض عليه أو يقتل.