حضرموت اليوم / متابعات
أرسل الزعماء الجدد في ليبيا مبعوثين الى
دولة النيجر المجاورة يوم الاربعاء في محاولة لمنع معمر القذافي وحاشيته من الهرب
من العدالة والفرار عبر الحدود الصحراوية الى دول افريقية صديقة.
وقال فتحي بعجة رئيس لجنة الشؤون السياسية
بالمجلس الوطني الانتقالي لرويترز في بنغازي ان المجلس أرسل وفدا الى النيجر لبحث
الوصول المحتمل للقذافي مضيفا ان الزعيم المخلوع ربما كان قريبا من حدود النيجر أو
الجزائر في انتظار فرصة للتسلل عبرها.
وقال بعجة انه يعتقد ان القذافي قريب من
واحدة من هذه الحدود وانه يبحث عن فرصة ليغادر البلاد. وأضاف انهم يطلبون من كل
بلد عدم قبول القذافي وان هؤلاء الناس مطلوبون للعدالة.
ومازالت التقارير الخاصة بمكان القذافي غير
واضحة.
وقال مسؤول كبير اخر بالمجلس الوطني
الانتقالي انه تم رصد القذافي هذا الاسبوع في منطقة في الصحراء الخالية بجنوب
ليبيا.
والقذافي مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في
لاهاي. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج للبرلمان ان أي بلد يذهب اليه يجب
ان يسلمه ليحاكم وهي تصريحات عبر عنها السفير الامريكي لدى ليبيا جين كريتز.
غير انه مع الاطاحة به تكشفت معلومات عن
المدى الذي ذهب اليه مسؤولون امريكيون وبريطانيون في التعاون مع القذافي حتى وقت
قريب. وكان القذافي منبوذا في الغرب لكن واشنطن ولندن تعاملتا معه مجددا في
السنوات العشر الاخيرة.
وأظهرت الوثائق التي عثرت عليها رويترز في
طرابلس ان فرعا بريطانيا لشركة جنرال داينامكس التي يقع مقرها في الولايات المتحدة
قام بتحديث الدبابات وناقلات الجند للكتيبة التي يخشى بأسها بقيادة خميس ابن
القذافي حيث كانت الشركة تعمل حتى يناير كانون الثاني من العام الحالي بعد ان بدأت
احتجاجات "ربيع العرب" في تونس.
وقالت الشركة ان العتاد ربما كان جزءا من
عقد قيمته 135 مليون دولار ابرم في مايو ايار 2008 مع الشركة الفرعية البريطانية
في اطار ما وصفته في ذلك الوقت "بمبادرات المملكة المتحدة لتحسين الروابط
الاقتصادية والتعليمية والدفاعية مع ليبيا."
وقال بيتر بوكيرت مدير الطواريء بمنظمة
مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) انه يعتقد "ان الدرس هو انه اذا كنت
ستبيع اسلحة الى دكتاتور فانه عند مرحلة ما ستتعرض لاحراج بالغ."
ونفت النيجر رسميا انها استقبلت قافلة تضم
عشرات من مركبات الجيش الليبي. وقالت مصادر عسكرية من فرنسا والنيجر لرويترز ان
القافلة وصلت قرب مدينة أجاديز مساء الاثنين عن طريق الجزائر التي في الاسبوع
الماضي رحبت بزوجة القذافي وابنته واثنين من ابنائه.
وقال مصدر عسكري فرنسي ان القذافي ربما يعد
لان يلحق بالقافلة والسعي للجوء في بوركينا فاسو وهي بلد افريقي اخر قريب من ليبيا.
ونفت بوركينا فاسو أن هناك مثل هذه الخطة.
وقال السفير الامريكي كريتز ان الزعيم
الليبي الهارب معمر القذافي (69 عاما) مازال يمثل خطرا ما دام هاربا.
وقال "بقاء القذافي حرا في ليبيا يمكن
ان يمثل خطرا مستمرا على نجاح الحكومة الجديدة في التأكد من امتداد حكمها في انحاء
البلاد."
وقوى حلف شمال الاطلسي التي ساعدت في
الاطاحة بالقذافي لها اقمار صناعية للتجسس ومصادر مخابرات اخرى يمكن ان تساعد في
رصد الهاربين. لكن كريتز قال في افادة على الانترنت "سنشارك الى الحد الذي
طلب منا لكن في الوقت الراهن المسألة متروكة للسلطات الليبية لتعثر على القذافي."
ومن بين المكتشفات الاخرى بعد هرب القذافي
تسجيل فيديو يبين الزعيم السابق وهو يلعب مع احدى حفيداته كاشفا عن مزيج من المرح
وجنون العظمة. وأخذ يسأل مرات عديدة .. ألا تحبينني..".
وقال بعجة المسؤول بالمجلس الانتقالي ان
مبعوثين من محمود جبريل أول رئيس وزاء مؤقت في ليبيا سيجتمعون مع رئيس النيجر محمد
ايسوفو لبحث أي تسلل لمجموعات القذافي. وأضاف انه لا يعتقد ان النيجر ستقبل
القذافي.
وقال مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي ان بعض
العربات التي وصلت الى النيجر كانت محملة بذهب وعملات ورقية ليبية. وقالت الولايات
المتحدة يوم الثلاثاء ان القافلة ضمت مساعدين كبار للقذافي وحثت السلطات في النيجر
على الامساك بأي مشتبه به في جرائم حرب.
وقال مصدر عسكري فرنسي ان القذافي وابنه سيف
الاسلام ربما خططا للانضمام الى القافلة في النيجر قبل التوجه الى بوركينا فاسو.
وقال هشام أبو حجر الذي ينسق جهود البحث عن
القذافي ان الانباء تشير الى انه ربما كان في منطقة قرية غات بجنوب ليبيا على بعد
نحو
وقال ابو حجر في مقابلة مساء الثلاثاء "انه
خارج بني وليد فيما اعتقد. اخر مرة رصد فيها كان في منطقة غات. رأى الناس السيارات
تسير في ذلك الاتجاه.. وعلمنا من مصادر كثيرة انه يحاول المضي جنوبا باتجاه تشاد
او النيجر."
ونفى رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري انه
بحث منح القذافي ملاذا امنا. وقال للصحفيين في العاصمة واجادوجو "ليس لدينا
معلومات فيما يتعلق بوجود الليبيين على اراضينا منذ تلك الاحداث وليس هناك اتصالات
مع أي شخص في ليبيا بشأن طلب لجوء سياسي."
ويحكم كومباوري بوركينا فاسو منذ 24 عاما
بعد ان تولى السلطة مثل القذافي في انقلاب عسكري. ومثل العديد من الزعماء الافارقة
الاخرين استفادت بوركينا فاسو من المساعدات الليبية في عهد القذافي.
وحاولت النيجر أيضا ان تنأى بنفسها. وأكد
مسؤولون ان منصور ضو رئيس امن القذافي سمح له بالدخول فيما وصف بأنه لفتة انسانية.
ونفى وزير داخليتها وصول مئات من المركبات الليبية.
وقالت مصادر حكومية في تشاد انها طلبت من فرنسا
ارسال طائرات بدون طيار لمراقبة منطقة الحدود وتعتقد ان هذه الوسيلة ستردع القذافي
عن محاولة دخول البلاد.
وقال مسؤولون امريكيون ان القذافي مازال في
ليبيا لكن وزير الدفاع ليون بانيتا قال انه غير واثق. وأضاف "أعتقد أنه اتخذ
كثيرا من الخطوات كي يضمن ان يتمكن في النهاية من الخروج اذا ما اضطر لذلك.. لكن
فيما يتعلق بأين أو متى أو كيف يحدث ذلك .. فاننا لا ندري."
وأكد المتحدث الهارب باسم القذافي موسى
ابراهيم انه لم يغادر البلاد. وقال لرويترز عبر الهاتف من مكان غير معلوم ان
القذافي في ليبيا في مكان امن ويتمتع بصحة جيدة للغاية ومعنوياته مرتفعة.
رويترز من ايما فارج
وعبد الله ماسالاتشي