يمر عالمنا الإسلامي قاطبة وعقيدتنا وثوابتنا بتحديات كثيرة ينبغي للشباب أن يقفوا أمامها بثبات على أن تعتريهم حالة من الجد والاستمساك بحبل الله المتين، لا أن يكونوا في عماية وجهالة عما يخطط لهم ويحاك من مؤامرات ، فكثرة من شباب اليوم نراهم غير مكترثين بما يحدث حولهم ، لا يتابعون أخبار ما يعتلج في ساحات الإسلام ، نجدهم وقد اقتصر همهم على إتباع شهوات النفس وملذاتها ، واهتم الواحد منهم بكيفية صناعة العلاقات المحرمة فيما بينهم وممارسة أبشع الأفاعيل ومشاهدة ما يندى له الجبين في وسائل الاتصال المتعددة حتى صارت هذه الأفعال المنكرة طافحة وطاغية على السطح يعلم بها الجميع ولا يتكلم عنها أحد إلاّ من رحم الله.
دعونا نتلمس بروح شبابية واقعنا المعيش ومدى إسهامنا اللا إيجابي في الارتقاء به ، بل إننا في كثير من مواقفنا نسهم في ترديه إلى الحضيض حتى وصل بنا الحال إلى ما نرى ، لقد ضعفت همم الشباب حتى وصل الضعف إلى أجسادهم فباتت ليّنة رخوة متكسرة ، فكم نرى ـ خاصة خلال الأعياد ـ شباباً لبسوا أقصر الملابس وأضيقها وتراخوا في مشيتهم كالإناث حتى قيل لو أن الجاهلية الأولى تعود لفضلنا أن يوأد هؤلاء على أن توأد الإناث.
آباؤنا للأسف الشديد والقائمون على التربية لم يعودوا يهتمون بصناعة جيل جسور قوي يعيد العزة للأمة ، لقد بلغ بأبنائنا ما بلغ نتيجة للدلع والتدليل المتناهي وتوفير الكماليات من جوالات ودراجات نارية وغيرها ، دون أن يكلف أحدهم نفسه عناء الجهد في التربية والمتابعة ، محتسباً أجر ذلك على الله عز وجل.
دعوني في الختام أصارحكم بروح شبابية أن وضعنا المؤلم سيمضي من سيء إلى أسوأ إذا لم نغير من عقلياتنا المأزومة ونصلح استراتيجياتنا التربوية الفاسدة ، ودون ذلك لن تقوم لنا قائمة ، وخواتيمكم عزة ومجد.
بقلم : أحمد عمر باحمادي