حضرموت اليوم
/ متابعات / العربية نت
أفادت دراسة جديدة أن عدد
المساجد في الولايات المتحدة تضاعف تقريبا عما كان عليه قبل عشر سنوات- أي قبل
أحداث الحادي عشر من سبتمبر- ليصل الآن إلى أكثر من 2100 مسجد. وبُني الكثير من
هذه المساجد في الضواحي والأرياف وليس فقط في المدن الكبيرة.
وقال مركز العلاقات الأمريكية - الإسلامية
(كير)، القائم على الدراسة، على لسان مديره نهاد عوض، إن الازدياد في عدد المساجد
إشارة إلى حسن انخراط المسلمين في المجتمع الأمريكي.
وفي ولاية فرجينيا التي تضاعف
فيها عدد المساجدِ خلال الأعوامِ العشرة الماضية، من 27 مسجدا إلى 62، زارت "العربية"
دار النور، أحد المساجد الذي بني عام 2005 وشاهدت المئات يأتون لأداء صلاة الجمعة.
ويؤكد محمد محبوب، وهو مدير
مؤسسة مسلمي فرجينيا التي بنت الجامع، أن المركز الإسلامي السابق أصبح بحاجة
للتوسعة، فصلاةُ وخطبة الجمعة تتم بالتناوب بسبب ضيق المكان بالمصلين. ونشاطاتُ
المسجد متعددة، وتتضمن إرسال الكتب الدينية ونسخ من القرآن للسجناء الذين اعتنقوا الإسلام
محليا.
وقال محبوب إنه، وبعكس الكثير من
المساجد التي تتعرض للتحديات خلال مرحلة البناء، لم يواجه مسجد "دار النور"
أي منها، "ولحسن الحظ، علاقاتنا مع جيراننا من الكنائس المسيحية والمؤسسات
اليهودية، وأيضا مع قوات الأمن جيدة، ولذا لم نواجه أي اعتراضات عندما شرعنا في
بناء المسجد".
ويرى مراقبون أن أحداث الحادي
عشر من سبتمبر/أيلول دفعت بالكثيرِ من أئمة المساجد هنا إلى الانفتاحِ على المجتمع
الأمريكي لإيمانهم بأن غياب الانفتاح على الإسلام كان وراء كثير من مشاعر العداء ضد
المسلمين.
وذكرت دراسة (كير) أن أكثر من 98
بالمائة من أئمة المساجد في أمريكا يؤيدون انخراط المسلمين في المؤسسات الأمريكية
المتنوعة، ويقول 91 بالمائة إن على المسلمين الانخراط في العملية السياسية في
الولايات المتحدة، وهذه نسبة أعلى مما كانت قبل عشرة أعوام.
كذلك أوضحت الدراسة أن ربع أئمة
المساجد هنا فقط يعتقدون أن المجتمع الأمريكي معاد للمسلمين، وكان نصف الأئمة
يميلون إلى هذا الاعتقاد قبل عشر سنوات.
ويذكر عوض، مدير مركز كير، أن
معظم المساجد "تواجه عقبة عند بنائها، وهي ليست عقبات قانونية، ولكن عقبات من
الجيران"، و لكنه متفائل لأن الكثير من المساجد أصبحت تُبنى من الصفر وبتمويل
الجالية المحلية، بدلا من أن تُستأجَر، الأمر الذي يشير الى ان الجالية "ثبتت
جذورها في الولايات المتحدة."
ورغم هذا يقول فايز شكير، و هو
باحث في مركز التقدم الأمريكي، وأحدُ القائمين على بحث عن الاسلامافوبيا او
العداءِ للمسلمين، إن هناك حملة واضحة ضد المسلمين من خلال عدد من مشاريع
القوانين التي تهدف لمنع استخدام الشريعة في القضاء الأمريكي. ويضيف: "هناك
حملة ضد باراك أوباما (الرئيس الأمريكي) وضد الجالية المسلمة لتخويف الناس
بالمسلمين، وهذا يساعد الجمهوريين ويشجع قاعدتهم الحزبية في هذا العام الانتخابي".